أنهى وفد من أمناء سرّ الاتّحادات الخليجية لكرة القدم برئاسة أمين سر الاتّحاد القطري سعود المهندي زيارة إلى البصرة تلبية لدعوة من الاتّحاد العراقي استمرّت ثلاثة أيام وتأتي قبل 15 يوماً من الاجتماع المرتقب لرؤساء الاتّحادات الخليجية في البحرين للإعلان النهائي عن مكان إقامة "خليجي 22". ومثلما رافقت الزيارات السابقة للوفود الهندسية، التي تابعت استعدادات مدينة البصرة لاستضافة خليجي 22، فقد أكّدت تصريحات أمين سرّ الاتّحاد العراقي لكرة القدم بالوكالة طارق أحمد أن انطباعات ومؤشرات إيجابية خرج بها وفد أمناء سرّ الاتّحادات الخليجية. وكان رؤساء الاتّحادات الخليجية في اجتماعهم الأخير في المنامة منحوا العراق مهلة تنتهي في الخامس من الشهر المقبل لاستكمال كلّ التحضيرات والانتهاء من تنفيذ جميع التوصيات والمطالبات التي أكّدت عليها اللجنة الهندسية في آخر زيارة لها إلى مدينة البصرة. وطالبت اللجان الهندسية المسؤولين في مدينة البصرة وكذلك وزارة الشباب والرياضة العراقية واتّحاد كرة القدم بتهيئة جميع مستلزمات الخدمات اللوجستية التي يفترض أن تتاح أمام الوفود والمشجّعين خصوصاً ما يتعلّق بالطرق الواصلة بين مطار البصرة وأماكن سكن الوفود والمراكز الرئيسة للمدينة والمناطق السياحية. وشملت زيارة وفد أمناء سرّ الاتّحادات الخليجية الأخيرة إلى مدينة البصرة مطار المدينة والمركز الطبي المخصّص للبطولة والأسواق العامة والمراكز الشهيرة في محافظة البصرة الجنوبية والمحال التجارية الكبيرة وأماكن سكن الوفود الرسمية والشخصيات الرفيعة. يشار إلى أن الحكومة العراقية أنفقت ما يقارب أكثر من نصف مليار دولار على إنشاء المدينة الرياضية في البصرة التي تضمّ ملعباً حديثاً بمواصفات عالمية يتّسع لأكثر من ستين ألف متفرّج وملعباً ثانياً بسعة 30 ألف متفرّج. ويضمّ المشروع أيضاً فندقاً حديثاً ومجمعات سكنية للمنتخبات. وتواجه مسألة استضافة خليجي 22 عقبات عديدة منها ما يتّصل بعدم جاهزية مدينة البصرة لإقامة حدث كروي بأهمية كأس الخليج. والحظر المفروض على إقامة المباريات الدولية في العراق يعدّ من أبرز العراقيل التي تواجه خليجي 22، ويسعى الاتّحاد العراقي إلى تخطّي هذه العقبة عبر اتّصالات مكثّفة يجريها مع اتّحادات وطنية وشخصيات رياضية لها نفوذ في أروقة الاتّحاد الدولي (فيفا). على صعيد متّصل، أبدى الاتّحاد الكردستاني لكرة القدم في إقليم كردستان استعداده لاستضافة خليجي 22 في أربيل. وذكر رئيس الاتّحاد سفين كنبي لوكالة "فرانس برس" في وقت سابق أن حكومة الإقليم جاهزة لاستضافة وإنجاح الحدث الخليجي، إذا ما تقرّر نقل البطولة خارج البصرة. وتوجد في مدن الإقليم الثلاث أربيل والسليمانية ودهوك ملاعب حديثة وفنادق وبنى تحتية متميّزة على صعيد كرة القدم، فضلاً عن وجود مطارين دوليين في السليمانية وأربيل، وتتميّز مدن الإقليم بطفرة عمرانية مُلفتة، وأصبحت محطّ اهتمام الاستثمار العالمي ومركز جذب للسياح على مدار السنة. وتستعد أربيل لاستضافة تصفيات آسيا للشباب مطلع الشهر المقبل. ولم تجد هذه الدعوة أيّ ردة فعل سواء من قبل الاتّحاد العراقي لكرة القدم أو باقي المؤسّسات الرياضية الأخرى الحكومية وغير الحكومية، لكنها لاقت ترحيباً كبيراً لدى الشارع الكروي في العراق والجمهور الذي يتقاطر على مدن الإقليم للراحة والاستجمام على مدى أيام العام. والمُلفت أن وزارة الشباب والرياضة تلزم الصمت هذه الأيام إزاء الحديث عن استعداد البصرة لاستضافة خليجي 22. وكان وكيل وزارة الشباب والرياضة عصام الديوان طالب الاتّحاد العراقي لكرة القدم باتّخاذ موقف إزاء البطولة، إذا ما نقلت إلى مدينة جدّة السعودية التي تمتلك حقّ الاستضافة، إذا تعذّر إقامة البطولة في العراق.