زارت لجنة الإعلام السياحي مؤخرا منطقة جدة التاريخية ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية بهدف التعريف بهما ، وما تزخران به من مقومات سياحية واقتصادية. وقصدت اللجنة " جدة التاريخية " التي تقع وسط المدينة ويعود تاريخها - حسب بعض المصادر- إلى عصور ما قبل الإسلام ، وأن نقطة التحول في تاريخها كانت في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - عندما اتخذها ميناءً لمكةالمكرمة في عام 26 هجري / 647 م. واطلعت خلال جولتها على عدد من المعالم والمباني الأثرية والتراثية، مثل آثار سور جدة وحاراتها التاريخية حارة المظلوم والشام واليمن والبحر ، بالإضافة إلى المساجد التاريخية أبرزها مسجد عثمان بن عفان، والشافعي والباشا إلى جانب الأسواق التاريخية ، جائلة بين بيوت الأهالي المشيدة من الحجر المنقى والمستخرج من البحر والطين المستعمل في تثبيت البناء. ومن أشهر وأقدم المباني الموجودة حتى الآن دار آل نصيف ودار آل جمجوم في حارة اليمن ودار آل باعشن وآل قابل والمسجد الشافعي في حارة المظلوم ودار آل باناجة وآل الزاهد في حارة الشام. ويبلغ ارتفاع بعض هذه المباني إلى أكثر من 30 متراً ، كما ظلت بعضها لمتانتها وطريقة بنائها باقية بحالة جيدة بعد مرور عشرات السنين. ومن المتوقع أن تسجل مدينة جدة التاريخية ضمن موسوعة التراث العالمي لتحل ثالث موقع في دائرة التراث العالمي بعد تسجيل موقعي الحجر بمدائن صالح وحي الطريف بالدرعية التاريخية. وتزامن زيارة اللجنة مع احتفال محافظة جدة بانطلاقة مهرجان جدة غير 1434ه الذي يعد أحد أبرز الأنشطة السياحية والتسويقية الجاذبة في المملكة خلال فترة الصيف. كما زارت لجنة الإعلام السياحي في نفس الفترة مدينة الملك عبد الله الاقتصادية التي تقع جنوب محافظة رابغ التابعة لمنطقة مكةالمكرمة واطلعت على المجسم التعريفي الذي قسم المدينة لعدة أقسام رئيسية ، تحقق كل منها هدف من أهداف بناء المدينة وأبرزها الجزيرة المالية التي تضم المؤسسات المالية الدولية، من بنوك ودور للتمويل ، حيث يوجد في وسط الجزيرة برجان شامخان بارتفاعات تصل إلى مائة طابق، مع غيرهما من المباني الشاهقة في الجزيرة التي توفر مساحات كبيرة للمكاتب ، ويوجد في المدينة مرافق شاطئية حيث تخصص جزءاً كبيراً منها لمنتجعات شاطئية ومنشئات فندقية وترفيهية وتجارية. وشاهدت اللجنة المرافق الأخرى في المدينة من خلال جولة قامت بها بتنظيم من المسئولين في المدينة شملت المنطقة السكنية التي تنقسم لعدة أحياء أبرزها مركز المدينة والكورنيش الذي يلتف حول مرسى بحري يحوي نادي لليخوت ، إلى جانب المنطقة التعليمية التي تحوي على مدارس لجميع المراحل التعليمية إلى جانب الكليات والمعاهد ومراكز الأبحاث المجهزة بالكامل كل ذلك على أعلى طراز. وكانت لجنة الإعلام السياحي قد عقدت اجتماعا لها في الغرفة التجارية الصناعية بمحافظة جدة بحضور نائب رئيس الغرفة مازن بترجي وعدد من الإعلاميين المهتمين بالمجال السياحي. ونوقش خلال الاجتماع أبرز الخطط الرامية إلى تطوير العمل الإعلامي لدعم السياحة الداخلية وإبراز الوجه الحضاري للمملكة من خلال وسائل الإعلام المختلفة. وأكد رئيس لجنة الإعلام السياحي بمجلس الغرف السعودية عبد الرحمن الصانع أن الاجتماع يهدف لتعزيز السياحة الداخلية ، والتعريف بها في الوسائل الإعلامية المختلفة ، وتسليط الضوء على التجارب الناجحة الداخلية والخارجية والاستفادة.