اتخذت الفضيحة الاوروبية بشان الغش في مسالة لحم الخيل بعدا واسعا ومدويا الاحد في فرنسا حيث سحبت وجبات معدة للبيع من مخازن ست شبكات كبرى، في حين يرد المهنيون في رومانيا الكرة الى المستورد الفرنسي. وفي بريطانيا، طلبت نائبة تعليق استراد اللحوم التي مصدرها الاتحاد الاوروبي على اثر العثور على لحم الخيل بدلا من لحم البقر في وجبات لازانيا تحمل اسم شركة "فندوس". وفي فرنسا، سحبت وجبات اللازانيا والمعجنات او المعكرونة والموساكا واللحوم المفرومة من البيع من مخازن اوشان وكازينو وكارفور وسيستيم او وكورا ومونوبري وبيكار. وعملية سحب هذه المواد التي اعلنت الاحد تشمل منتجات "فندوس" وغيرها من شركات التوزيع. وقد تم ايضا سحب منتجات من الاسواق في بريطانيا حيث الفضيحة اكثر قوة نظرا الى تحريم لحم الخيل في الغذاء، وكذلك في السويد. ومصنع "كوميجل" الذي يوزع وجباته المجلدة لحساب "فندوس" وغيرها من الشركات في 16 دولة اوروبية اخرى، يتزود باللحم من شركة "سبانيغرو" الفرنسية التي تزودت هي الاخرى باللحم من رومانيا. وفي بريطانيا، طالبت رئيسة اللجنة البرلمانية المكلفة شؤون التغذية، الاحد تعليق مستوردات اللحم من الاتحاد الاوروبي. وصرحت آن ماكينتوش لاذاعة "بي بي سي" ان قرار التعليق هذا ينبغي ان يستمر "طيلة الفترة المطلوبة لتحديد مصدر التلوث". ووجه وزير الاستهلاك الفرنسي بنوا هامون انتقادا الى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وقال هامون، الاشتراكي، للصحافة الفرنسية "يمكنه، وهو الذي يبدي اعجابا كبيرا بالاقتصاد طوعا، ان يحسب بالكامل العواقب على موضوع اساسي مثل تعقب مسار المنتجات الغذائية: يعتقد البريطانيون انهم يشترون لحم البقر ونطعمهم لحم الخيل!". ويتوقع هامون حالات اخرى من الغش في فرنسا. وقال الاحد "سنرى الاربعاء اولى نتائج التحقيق. وخصوصا اذا كانت شركة سبانغيرو الفرنسية تعرف انها تشتري لحم الخيل او انها وقعت ضحية خداع. اذا كان يتوجب فرض عقوبات، فلن نتردد". وامس، ندد الوزير الفرنسي بمسار "قد يكون بلغ مردوده اكثر من 300 الف يورو" انطلاقا من العناصر الاولى للتحقيق. وقال ايضا ان سبانغيرو "اشترت اللحم المجلد من وسيط قبرصي نقل الطلبية الى وسيط في هولندا، وهذا الاخير تزود بها من مسلخ ومشغل للتقطيع موجودين في رومانيا". وفي رومانيا، يدافع المحترفون في القطاع عن انفسهم، ويردون الكرة الى المستورد، اي الشركة الفرنسية سبانغيرو. واعلن رئيس نقابات صناعات الاغذية دراغوس فروموسو "كان من الصعب علي ان اصدق ان مسلخا رومانيا تمكن من تسليم لحم خيل بدلا من لحم بقر" لان عمليات الرقابة تتم بصورة منهجية في المسالخ. وراى انه اذا ما حصل ذلك، فان المستورد الفرنسي مجبر على التحقق من نوعية اللحوم اثناء استلامها وخصوصا اذا كان الامر يتعلق بكمية كبيرة. وقال فروموسو ايضا "اذا لم يتقدم باحتجاج اثناء الاستلام عندما لاحظ انه يستلم لحم خيل لا لحم بقر، فهذا اما لانه متواطىء مع المنتج الروماني، واما لانه غير العلامة التجارية لاحقا". اما شركة سبانغيرو فاكدت من جهتها انها اشترت لحم بقر "مصدره اوروبي"، واعادت بيعه بكل بساطة.