في يوم غد الأربعاء أول موسم العقارب المسماه بعقرب السم , وفيها تذبل برودة الشتاء في كف الربيع الممتع فتعتدل الأجواء , مع هجمات برد مفاجئة تخرج من ثنايا الصقيع وأمارتها احتضان الدفء لنا بعدما نفثنا البرد بزمهريره وأذانا بلسع سوطه؛ ولهذا قالت العامة ...لادخلت العقارب ترى الخير قارب ...وخلال هذه الأيام تأثرنا بتناطح جبهي بين المرتفعات والمنخفضات الجوية العميقة فصار الطقس بينهما في تذبذب شديد ريح شديدة منتشية وأمطار متفرقة اتسمت بالغزارة في بعض المناطق تولد عنها رطوبة شديدة في الجو نتيجة لهبوب الرياح الجنوبية الشرقية وهذا التذبذب نتيجة لتمخض السماء لولادة موسم جديد منفصل وهو موسم العقارب ويحتضن بين جنباته ثلاثة من النجوم الذابح وبلع والسعود، هذا عند العرب، أما العوام ففيسمونها السُّم والدم والدسم، فالسُّم دلالة على أن بردها يقتل كما يقتل السُّم، والدم دلالة على أن بردها يُدمي ولا يقتل، والدسم فتدل على أن المواشي تحمل الدسم على ظهورها نتيجة رعيها الربيع. وسميت بالعقرب لأنها تلسع ببردها كلسع العقرب، إذ إن العقرب تباغتك بلسعها كحال البرد في هذا الوقت من الزمان.والأجواء السائدة طوال موسم العقارب هي الاعتدال، فالعشرون يوماً الأولى الأصل فيها الاعتدال الذي يميل إلى البرودة في هزيع الليل، والشق الأخير الأصل فيها الاعتدال الذي يميل إلى الحرارة في وضح النهار، فالمجمل هو الاعتدال إلا أنها لا تخلو من هجمات برد مباغتة ولاسعة. وعند حلول موسم العقارب تنفك أظافر الشتاء من ظهر المنظومة المناخية فينحدر فصل الشتاء ويبدأ فصل الصيف بالزحف إلينا حيث تبدأ الحرارة تشتد في حال الظهيرة، وبرد العقارب يأتينا على فترات متباعدة؛ وبرودتها لا تدخل المنازل، فبرودتها مرتبطة بهبوب الرياح الشمالية، وفيها ينشط الغبار وينتشر البعوض على رقعة واسعة، ويظهر الفقع على وجه السطح والذي يبقى حبيس الأرض طوال فترة الشتاء القارس، ويطل فيه العرجون بعنقه، وتتباهي الزهور فيه بجمالها وروائحها".