تمكن المنتخب المالي من انتزاع تأشيرة التأهل إلى نصف نهائي الأمم الأفريقية 2013 لكرة القدم إثر فوزه مساء السبت على ملعب "موزس مابيدا" في دوربان على منتخب البلد المضيف "البافانا بافانا" بركلات الترجيح 3-1، بعد أن انتهى الوقتان الرسمي والإضافي بالتعادل هدف لهدف. الجنوب أفريقيون دخلوا المباراة كعادتهم منذ انطلاق البطولة القارية، أي بحذر وترقب، مستفيدين من تشجيعات نحو 50 ألف شخص تكدسوا في ملعب "موزس مابيدا". وشعر الماليون بنوع من الإرتباك وارتكبوا أخطاء لاسيما في وسط الميدان، بالرغم من أن نقطة القوة لديهم هي الوسط بفضل الثلاثي كيتا وسيسوكو وسو. وسرعان ما استحوذ "البافانا بافانا" على الكرة واقتربوا شيئا فشيئا من مرمى الحارس دياكيتيه. وجاءت فرصة "نسور مالي" الأولى في الدقيقة السابعة عن طريق كيتا، الذي مرت تسديدته فوق مرمى كون. وكانت مالي تأهلت إلى ربع النهائي بعد فوزها على النيجر 1-0 وخسارتها أمام غانا 0-1 ثم تعادلها أمام الكونغو الديمقراطية1-1 في منافسات المجموعة الثانية، فيما تأهل البلد المضيف بعد تعادله أمام الرأس الأخضر في مباراة الافتتاح صفر لصفر وفوزه على أنغولا 2-0 وتعادله أمام المغرب 2-2 في منافسات المجموعة الأولى. "البافانا بافانا" يضغطون و"النسور" يتراجعون وسيطر منتخب جنوب أفريقيا على المباراة وخلق عدة فرص أبرزها تسديدة مالانغو داخل منطقة الجزاء والتي مرت غير بعيد عن المرمى (د. 12)، فيما رد مهاجما "النسور" ساماسا ومايغا بهجمات متواضعة. وفرض المحليون لعبهم ومارسوا الضغط على منافسهم الذي تراجع إلى الوراء، فوقف المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون على خط التماس لإعطاء الإرشادات لكيتا وزملائه من أجل الخروج من منطقتهم وإعادة ترتيب الصفوف. ولم تمنع إرشادات كارتيرون منتخب جنوب أفريقيا من مواصلة الضغط على نظيره المالي واستمر في الاقتراب من مرمى دياكيتيه وكاد رانتي يهز الشباك إثر لقطة جماعية انتهت بين رجليه ليخرجها الحارس المالي ببرود (د. 20). ثم جاء دور باركر في التسديد داخل منطقة العمليات ليتصدى لها الدفاع بصعوبة (د 23). وفشل الماليون في بناء اللعب الهجومي ولقوا صعوبات في احتواء منافسهم المنظمة صفوفه. رانتي يباغت دياكيتيه ويلهب ملعب "موزس مابيدا" وأثمرت سيطرة جنوب أفريقيا بهدف من تسجيل رانتي في الدقيقة 30 إثر كرة مرتدة قادها كون وفالا ومالانغو، ليلتهب ملعب "موزي مابيدا" ويهتز الجمهور ويصفق لمنتخبه المقترب من نصف النهائي. ولم يبق خيار أمام الماليين سوى الهجوم إذا أرادوا إحراز هدف التعادل وتحقيق أملهم وحلم شعبهم بالتأهل إلى نصف النهائي. ولكن مهمتهم تعقدت أكثر أمام منافس عازم على بلوغ هدفه المحدد قبل انطلاق المنافسة القارية وهو التأهل إلى دور الأربعة. وفقد زملاء باركر خدمات هدافهم رانتي بسبب الإصابة (د. 39) ليدخل في مكانه ماجورو، فيما كاد كيتا وساماسا أن يهزا شباك كون في الدقيقة الأربعين بعد حصول إرباك في الدفاع الجنوب أفريقي. ثم ضيع سو فرصة تعديل النتيجة عندما سدد فوق الإطار وهو داخل منطقة العمليات (د. 41). وبالرغم من استفاقتها المتأخرة، فشلت مالي في تعديل النتيجة وانتهي الشوط الأول بتقدم "البافانا بافانا" بهدف لشيء. كيتا يبعث الأمل في صفوف مالي وبدأ المنتخب الجنوب أفريقي الشوط الثاني بنفس النية في الأداء الهجومي، فيما لم تتغير خطة مالي ولم يبد لاعبوها أي رغبة في منافسة الخصم. وأقحم مدرب "النسور" تراوري في مكان محمد سيسوكو، الذي لم يؤد واجبه كما كان منتظرا. وراح ماجورو يهدد مرمى دياكيتيه وكاد يسجل الهدف الثاني في الدقيقة 50 لولا تألق الحارس المالي. وإثر كرة مرتدة تمكن سيدو كيتا من بعث الأمل في روح الماليين واستغل تمريرة من مايغا ليعدل النتيجة ويغرق الملعب في صمت رهيب (د 58). وبعد ذلك فشل ساماسا في تحويل كرته إلى هدف محقق عندما تقدم وجها لوجه أمام كون، وأخرجها الأخير إلى ضربة ركنية (د. 61). انقلبت الموازين في ظرف وجيز لم يتوقعه كثيرون بسبب سيطرة جنوب أفريقيا على المباراة. وخلط هدف كيتا أوراق المدرب غوردن أيغسوند، ليدخل فريقه بمرحلة فراغ وكأنه تحت وقع الصدمة. واستقر اللعب بعدها في وسط الميدان، وسعى الطرفان لضبط النفس وبحث سبل مباغتة المنافس. المنتخب المالي استعاد الثقة وأصبح يتحكم أكثر وأحسن في الكرة، متفاديا التسرع، أما نظيره الجنوب أفريقي فتراجع أداؤه وقلت فرصه. وضعفت وتيرة اللعب حتى أعلن الحكم نهاية الوقت الرسمي بنتيجة التعادل هدف لهدف. ركلات الترجيح تؤهل إلى نصف النهائي ومع مرور الوقت الإضافي، بدأ التعب ينال من اللاعبين، وبدا واضحا أن الأقوى بدنيا سيتحكم في المباراة. وتكافأ اللعب بين المنتخبين، ليتبادلا فرصا قليلة ختمها مايغا من جهة مالي (د. 94) وماجورو من جهة "البافانا بافانا" (د. 95). وعموما تدنى مستوى المواجهة وبات المنتخبات ينتظران التحكيم إلى ركلات الترجيح. وفي ركلات الترجيح، خرجت جنوب أفريقيا فائزة ب 3 مقابل 1. وضيع فورمن ومالانغو ركليتهما لتتأهل مالي إلى نصف النهائي.