كشفت مكتبة الملك عبد العزيز العامة مؤخرا عن اقتنائها لثالث نسخة أصلية متوفرة في العالم لمخطوطة تشرح أرجوزة ابن سينا في الطب تم نسخها في مكةالمكرمة أواخر القرن الحادي عشر من الهجرة النبوية . صرح معالي المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة , الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر , موضحاً بأن المخطوطة المقتناة تعد ثالث مخطوطة عثر عليها حتى الآن للمؤلف الموسوم بعنوان (التوفيق للطبيب الشفيق و في شرح أرجوزة الشيخ الرئيس إمام الطريق )من تأليف :محمد بن إسماعيل بن محمد المتطبب والذي انتهى من تدوينه في عام 988ه قبيل وفاته. وقدم ابن عمر وصفاً مجملاً للمخطوطة مبينا أنها تتناول شرح الأرجوزة الشهيرة لابن سينا في الطب وقد كتب بيد الناسخ "محمد بن أحمد بن أبي العباس أحمد بن محمد شكيكر الحرشي الزبيدي الشافعي " وزاوج فيها بين جماليات خط النسخ الذي يمتاز بالسهولة والوضوح وبين خط التعليق المتميز بالقوة والارتجال ؛ فجاء الخط " نستعليق " جامعاً بين الجمال والوضوح والجزالة والفخامة ومكتوباً على ورق أوروبي المصدر , وأضاف اليها الناسخ تعليقات وشروحات وتوضيحات أخذها عن أستاذته , ما أضفى على الكتاب قيمة موضوعية مضافة وتجلية لما يشكل من معان غامضة , ويحسب لهذه النسخة من المخطوطة أنه تمت مراجعتها وتمحيصها على يد أستاذه الناسخ حيث حصل على أجازتها من شيخه " حسن المكي بن نور الدين " بعد أنهى نسخها في يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من شهر ذي القعدة لعم 1100 للهجرة النبوية بمكةالمكرمة . وأسهب معالية متحدثاً عما تحتويه المخوطة في جوانبها العلمية والفنية ودلالتها المعرفية ,فذكر أن المخطوطة دليل شاهد على اهتمام المسلمين بدراسة وتدريس علوم الطب خلال تلك الفترة – أي ما بين القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين وخصوصاً في مكةالمكرمة , ما ينقص الاعتقاد السائد لدى البعض بانحصار التعليم ومصادر المعرفة في تلك المدينة المقدسة على علوم القرآن الكريم وعلوم السنة النبوية , وتكشف المخطوطة أيضاً عن فاعلية النشاط والحراك الثقافي والعلمي والديني بمكةالمكرمة حيث تم نسخ المخطوط , ويستانف معاليه حديثه مستدركاً من أنة برغم كون النسخة التي تقتنيها المكتب تعد الثالثة عالمياً حتى الآن , إلا أنها بفرائد عده ميزتها عن النسختين الأخريين من بينها :الإضافات , والحواشي الشارحة وتتابع عمليات المراجعة والتمحيص على أيدي أساتذة ضالعين في علم الطب آنذاك. وحول الخطوات التي تتخذها المكتبة للاستفادة الكاملة من المخطوطة وغيرها من المخطوطات التي تزخر بها رفوفها ومستوعباتها الخاصة وإعادة إبرازها ونشرها , أفاد معاليه موجها امتنانه وشكره إلى المولى –عز وجل – أولاً , ثم إلى مؤسس مكتبة الملك عبد العزيز العامة وراعيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز - يحفظه الله – حيث كانت توجيهاته للمكتبة بتوفير مصادر المعرفة , ورصد التراث العربي والإسلامي والإسهام في إخراجه بما يلائم روح العصر , من خلال الاقتناء , وإجراء عمليات التكشف والفهرسة , والحفظ , وإتاحة ما يمكن منها عبر الموقع الإليكتروني للكتبة على الشبكة العالمية , زيادةً على المكتبة ستعتمد برامج وخططا مستقبلاً في هذا التوجه ؛ تؤدي – بإذن الله – لدفع حركة تحقيق الموروث ونشره إلى مراتب متقدمة