شهد الشارع المصري مراسم تنصيب أول رئيس جمهورية مُنتخب بعد ثورة يناير، اليوم، وهي المراسم التي لم يعهدها المواطن، ولم يتعرف عليها مسبقًا، لما تعود عليه من سيناريوهات أخرى لنقل السلطة، على فترات زمنية متباعدة، وهو ما منح مراسم تسليم السلطة اليوم بريقا خاصا، ورفع من نسب متابعتها عبر شاشات التليفزيون المصري والفضائيات، إذ تعامل الكثيرون مع الحدث وكأنه "مرة فى العمر" بحسب تعبير البعض. وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية، النموذج الأمثل لتداول السلطة، يختلف الأمر كثيرا، حيث تتم مراسم تنصيب الرئيس الجديد للولايات كل أربع سنوات، وتحديدًا في العشرين من يناير، وهو التاريخ الذي حدد في التعديل العشرين للدستور الأمريكي عام 1933، حيث كانت مراسم التنصيب قبل ذلك التاريخ تتم في الرابع من مارس، اليوم الذي أعلن فيه عدد من أعضاء أول مجلس شيوخ للولايات المتحدة بدء العمل بدستور الولايات في عام 1789، وكانت المرة الأخيرة التي تمت فيها مراسم التنصيب بالتاريخ القديم، هي المراسم الخاصة بالرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت. ورغم ذلك، فقد تمت أول مراسم تنصيب في الولاياتالمتحدة للرئيس الأمريكي الأول جورج واشنطن في الثلاثين من أبريل من عام 1789 وسرعان ما تغيرت في فترة ولايته الثانية إلى تاريخ الرابع من مارس عام 1793، فيما كان آخر رئيس قام بمراسم التنصيب، هو الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما في العشرين من يناير عام 2009. وفي روسيا، مراسم تنصيب رئيس الجمهورية تقام بعد ثلاثين يومًا من إعلان النتائج من قبل لجنة الانتخابات المركزية، وتكون كل ست سنوات، بينما كانت تتم كل أربع سنوات من قبل، وفيها يؤدي الرئيس الجديد القَسَم الدستوري في قصر الكرملين الكبير، بعد أن يدخله من بوابة سباسكي، وبالتحديد في قاعة ألكسندر. ويعد فلاديمير بوتين هو أحدث رئيس روسي يُتم مراسم تنصيبه، حيث تولى الرئاسة في السابع من مايو 2012 ولمدة ست سنوات. أما في فرنسا، يختلف الأمر قليلا، حيث لا يشمل الدستور أي قواعد ثابتة لمراسم التنصيب، وخلاف كثير من الدول الأخرى، فإنه لا يوجد قسم دستوري يؤديه الرئيس المُنتخب، وخلال الاحتفالات يذهب الرئيس الجديد إلى قصر الإليزيه بالسيارة، ثم يستعرض الحرس الجمهوري، ثم يقابل الرئيس السابق، ويستلم منه مقاليد الحكم، بما في ذلك رموز اتصالات توجيه ضربات نووية، وهو الحق الحصري لرئيس الجمهورية، ثم يصطحب الرئيس السابق إلى ساحة قصر الإليزيه حيث يغادر، بينما في الماضي، وحتى عام 1974 كان الرئيس المنتهية ولايته يحضر حفل التنصيب كاملا. وفي البرازيل تتم مراسم التنصيب للرئيس الجديد أيًا كانت الكيفية التي جاء بها الرئيس للرئاسة، حيث من الممكن أن يأتي عبر الانتخابات أو بعد انقلاب عسكري، ويبدأ التنصيب عند كاتدرائية برازيليا، ثم بعدها في الكونجرس البرازيلي حيث يستقبل أعضاء الكونجرس، الرئيس الجديد ونائبه، ويؤدي الرئيس ونائبه القسم الدستوري، قبل أن يتوجه الرئيس الجديد إلى قصر الرئاسة ليجد في استقباله الرئيس السابق الذي يسلمه السلطة هناك وسط كثير من مظاهر الاحتفالات. أما في مصر وفي أول احتفال لتنصيب وتسليم السلطة، كانت المراسم بحسب الوطن المصرية محددة بعدة خطوات، حيث زار الرئيس المُنتخب المحكمة الدستورية العليا لإلقاء اليمين الدستورية أمام اللجنة العمومية، ثم انتقل إلى جامعة القاهرة للاحتفال بمراسم التنصيب وإلقاء كلمة للشعب المصري، منتهيًا إلى منطقة الهايكستب العسكرية لحضور احتفالات القوات المسلحة بتنصيبه رئيسًا للجمهورية، وأيضًا لتسلم السلطة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بحضور كل من المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس، ونائبه الفريق سامي عنان.