انتهت قمة الكرة الإنكليزية وجارتها الفرنسية في افتتاح مباريات المجموعة الرابعة في كأس الأمم الأوروبية "يورو 2012" بالتعادل (1-1)، وذلك على ملعب "دونباس أرينا" في مدينة دونتسك الأوكرانية. وشهدت المباراة أداءً تكتيكياً عالياً من الطرفين، وتغلّبت القوة البدنية والانضباط على المهارات التي لم تظهر كثيراً من نجوم المنتخبين. وبهذا التعادل استمرت إنكلترا عاجزة عن الفوز في المباريات الافتتاحية لكأس الأمم الأوروبية لتُسجِّل التعادل الخامس مقابل ثلاث هزائم، علماً أنها المواجهة الثالثة بين المنتخبين في تاريخ البطولة وقد سبق أن تعادلا (0-0) في "يورو 1992"، وفازت فرنسا (2-1) في "يورو 2004"، وهو التعادل الخامس في تاريخ مواجهات الفريقين مقابل 16 فوزاً لإنكلترا و8 لفرنسا. شوط مثير بداية المباراة جاءت مع مبادرة هجومية من المنتخبين اللذان دخلا الملعب بخطة واحدة (4-5-1)، إذ خطّط كل مدرِّب لتأمين دفاعه وتركيز الثقل في وسط الملعب والاعتماد على مهاجم واحد فقط. وكانت فاعلية المنتخب الإنكليزي واضحة على الأطراف بتحرّكات رائعة من أصغر لاعب في المباراة أليكس أوكسلايد تشامبيرلاين مع أشلي يونغ وداني ويلبيك، وبالمقابل كان النشاط الفرنسي متركزاً في العمق أكثر بسبب انضباط مثالي من أشلي كول يساراً وغلين جونسون يميناً ما أجبر فرانك ريبيري وسمير نصري على التحرك في مساحات أضيق بمواجهة سكوت باركر والقائد ستيفن جيرارد الذي قدَّم مباراة كبيرة، وعلى عكس المنتظر كان كريم بنزيمة قليل الظهور ولم يسدِّد سوى كرة واحدة طيلة الشوط الأول كانت في الدقيقة الأخيرة. الفرصة الأولى في المباراة كانت من نصيب جيمس ميلنر الذي انفرد بعد تمريرة بينية من أشلي يونغ فواجه الحارس هوغو لوريس وراوغه بنجاح لكنه سدَّد الكرة برعونة بجوار القائم الأيمن والمرمى خالٍ (15). وكان لاعب الوسط يوهان كاباي صاحب أول تسديدة فرنسية في المباراة من خارج منطقة الجزاء ارتبك الحارس جو هارت في إمساكها على دفعتين (17). افتتاح التسجيل جاء برأس المدافع جوليون ليسكوت الذي ارتقى متابعاً الركلة الحرة التي لعبها جيرارد من الجهة اليسرى للمرمى نحو القائم البعيد (30)، وهو أول هدف لليسكوت بقميص المنتخب الإنكليزي في مباراته الدولية السابعة عشرة. وحصل المنتخب الفرنسي على فرصة ذهبية للتعديل بطريقة مشابهة من ركلة حرة جانبية أيضاً، لعبها نصري وجاءت المتابعة من آلو ديارا برأسية ردّها جو هارت وعادت إلى ريبيري عكسها برأسه وسدّدها ديارا مجدّداً برأسه مرّت بجوار القائم الأيمن (35). وبعد سلسلة من التمريرات القصيرة حول منطقة جزاء المنتخب الإنكليزي، هيّأ ريبيري الكرة لنصري على مشارف المنطقة أطلقها أرضية قويّة استقرت في الزاوية الأرضية اليمنى للمرمى معلنة هدف التعادل (39). وانتقلت الأفضلية في الدقائق الأخيرة من هذا الشوط لصالح "الديوك" فكان الضغط على رفاق جيرارد من خلال ركلتين ركنيتين متتاليتين وتسديدتين من كاباي وبنزيمة إنما دون خطورة مباشرة. شوط الحذر مع درجة الحرارة المرتفعة في مدينة دونتسك التي تجاوزت 30 درجة مئوية، بدا أن الإرهاق أثر على لاعبي المنتخبين، وبدأنا نلحظ لجوءهم إلى الخشونة "المشروعة" لإيقاف المحاولات بعيداً عن مناطق الخطر، وبالعموم انتقلت الأفضلية للمنتخب الفرنسي الذي كان أكثر وصولاً للمرمى لكن اللمسة الأخيرة كانت غائبة، واعتمد في معظم المحاولات على التسديد البعيد، أما منتخب "الأسود الثلاثة" فكان أكثر حرصاً على عدم استهلال البطولة بخسارة فتابعناه بوجه أكثر حذراً في هذا الشوط. وكاد نصري أن يستفيد من تمريرة ميلنر المُحرجة لحارسه هارت لكن الأخير سبقه إليها في الرمق الأخير أمام المرمى (48)، بالمقابل حصل جيرارد على وضعية مناسبة للتسديد بمواجهة المرمى لكنه تعثّر باحتكاك مع ريبيري مطالباً بركلة جزاء (53). وظهر بنزيمة للمرة الثانية بمواجهة هارت بتسديدة من نحو 20 متراً أمسكها الأخير بثبات (65). وكان لافتاً أن المدرِّبين تأخرا في إجراء أي تعديل على التشكيل الأساسي، فجاء أول تبديل في الدقيقة 77 للمنتخب الإنكليزي بدخول جيرمان ديفو وخروج تشامبيرلاين، ثم دخول جوردان هندرسون بدلاً من باركر (78). وحصل منتخب فرنسا على فرصة ثمينة بتسديدة كاباي القوية من خارج منطقة الجزاء تحوّلت من قدم يونغ وجاورت بالكاد القائم الأيمن (80). وقبل 5 دقائق فقط من نهاية المباراة أجرى لوران بلان أول تبديلين في المنتخب الفرنسي بدخول مارفين مارتن وحاتم بن عرفة بديلين ليوهان كاباي والحاضر الغائب فلوران مالودا. وأنقذ جيرارد حارس مرماه من تسديدة ذكية لبنزيمة أطلقها مقوّسة نحو الزاوية اليسرى العليا للمرمى، لكنّه تدخَّل برأسه مُبعداً الكرة لركنية (85). وكانت الورقة الإنكليزية الأخيرة بمشاركة ثيو والكوت الذي كان منتظراً أن يشارك كأساسي، لكنه دخل في الدقيقة الأخيرة من المباراة بدلاً من ويلبيك. ولم تشهد الثواني الأخيرة كسراً للتعادل رغم محاولات الفريقين التي اصطدمت بحاجز التكتيك الصارم الذي قاد المباراة نحو تعادل مقنع للطرفين إلى حد بعيد. تشكيلة المنتخبين فرنسا حارس المرمى: (1) هوغو لوريس. خط الدفاع: (2) ماتيو ديبوشي- (3) باتريس إيفرا- (4)عادل رامي- (5) فيليب ميكسيس. خط الوسط: (6) يوهان كاباي- (7) فرانك ريبيري- (11) سمير نصري- (15) فلوران مالودا- (18) آلو ديارا. خط الهجوم: (10) كريم بنزيمة. المدرِّب: لوران بلان. إنكلترا حارس المرمى: (1) جو هارت. خط الدفاع: (2) غلين جونسون- (3) أشلي كول- (6) جون تيري- (15) جوليون ليسكوت. خط الوسط: (4) ستيفن جيرارد- (11) أشلي يونغ- (16) جيمس ميلنر- (17) سكوت باركر- (20) أليكس أوكسلايد تشامبيرلاين. خط الهجوم: (22) داني ويلبيك. المدرِّب: روي هودجسون. حكّام المباراة حكم الساحة: نيكولا ريتسولي (إيطاليا)، الحكمان المساعدان: ريناتو فافيراني (إيطاليا)- أندريا ستيفاني (إيطاليا)، الحكم الرابع: بافل كرالوفيتش (تشيكيا)، الحكمان الإضافيان: جيانلوكا روكي (إيطاليا)- باولو تاغليافينتو (إيطاليا).