طورت إيران مؤخراً قدراتها الإلكترونية بشكل كبير بحيث يمكنها الانتقال من مرحلة الدفاع إلى الهجوم بواسطة أدوات متطورة، وفقاً لما ذكره تقرير بريطاني صادر عن "المركز العالمي للدراسات التنموية" في العاصمة البريطانية لندن. وأشار التقرير إلى أن إيران باتت في المراحل النهائية لشن هجمات إلكترونية محتملة وخاصة بعد أن أعدت قوات الحرس الثوري الإيراني جيشاً من القراصنة الإلكترونيين قوامه عدة آلاف من المختصين في مجال الحرب الإلكترونية وهو جزء من خطة استراتيجية جديدة لتطوير شعبة الجيش الإلكتروني التي أنشئت في العام 2010. وقد تم تقسيم الشعبة إلى أربع مجموعات، المجموعة الأولى، مهمتها دفاعية وتقوم على أساس مراقبة ورصد وتحديد هوية المهاجمين في الفضاء الإلكتروني وصد أي هجوم إلكتروني محتمل أومباغت على إيران. وقد تمكنت هذه الوحدات بالفعل من اكتشاف عدد من الفيروسات وتحجيم مخاطرها في بداية نشوئها كما تمكنت أيضاً من تطوير فيروسات مضادة لها. أما المجموعة الثانية فمهمتها هجومية من خلال شن هجمات إلكترونية على مراكز التحكم في البنى التحتية لشبكات الطاقة والمياه والقطارات والمطارات في المناطق التي تعتبر معادية لإيران. استهداف مؤسسات مصرفية ومالية ولا تتوقف هذه الهجمات الإيرانية المحتملة عند هذا الحد بل تتعداها إلى هجمات إلكترونية على منشآت نووية أو مؤسسات مصرفية ومالية وذلك لإرباك أسواق المال وفرض مزيد من الضغوط على الأسواق العالمية. وتختص المجموعة الثالثة باختراق وتحليل الشيفرة الإلكترونية الخاصة بنقل المعلومات وقد طوّرت هذه المجموعة مباشرة بعد إنشاء قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) لقاعدة رصد استخباراتي في تركيا. وقد تمكنت هذه المجموعة في وقت سابق من اختراق الشيفرة الإلكترونية لإحدى طائرات الاستطلاع الأمريكية بدون طيار وأرغمتها على الهبوط في إحدى قواعدها العسكرية. كما أطلقت إيران منذ العام 2009 ولغاية هذا العام 2012 ثلاثة أقمار صناعية متخصصة في مجال الرصد وتخطط في الأشهر القليلة القادمة لإطلاق القمر الرابع. الحرب الإعلامية المجموعة الرابعة، مهمتها قيادة الحرب الإعلامية التي تتم من خلالها السيطرة على الفضاء الإلكتروني لعدد من القنوات العربية والغربية والتشويش عليها. وقد بدأت هذه الحرب منذ أشهر فعلاً حيث تعرضت العديد من القنوات الفضائية العربية أو الغربية الناطقة باللغتين الفارسية والعربية إلى حملات تشويش متعمد تستهدف بثها عبر الأقمار الصناعية الأمر الذي استدعى هذه القنوات إلى تغيير تردداتها عدة مرات. ويتحدث التقرير عن أهمية الحرب الإعلامية بالنسبة لإيران بشكل لا يقل أهمية عن ملف التسلح النووي كونه يؤثر على الشارع الإيراني بشكل مباشر لذا قامت وزارة الإتصالات الإيرانية بفرض حظر على مزودي خدمات البريد الإلكتروني الأجنبي وأجبرت المواطنين في إيران على استخدام مزود خدمة محلي بدلاً عنها كما حجبت أية مواقع تعتبرها طهران معادية لها. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل قام القراصنة الإلكترونيون الإيرانيون بشن هجمات إلكترونية على مواقع إلكترونية تابعة لمؤسسات إعلامية غربية تعتبرها إيران معادية لها.