أوضح صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم أن كافة الأنظمة المعمول بها في المملكة مستندة إلى الشريعة الإسلامية وأساسها الكتاب والسنة، مشيراً إلى أن النظام الأساسي للحكم يمثل الأساس الدستوري الذي تقوم عليه كافة أنظمة المملكة المختلفة. وشدد سموه في محاضرة ألقاها في كلية المجتمع بمحافظة شقراء مساء أمس أن المملكة العربية السعودية التي نصت مادة نظام الحكم الأولى فيه على أنها بلد إسلامي مستقل دستوره القران الكريم والسنة النبوية الشريفة وتعمل على خدمة وحماية الحرمين الشريفين قد قدمت للعالم أجمع نموذجا للنظام الإسلامي القائم على فهم الشريعة والالتزام التام بالمبادئ الإسلامية وبفهم جديد للسياسة الشرعية فيما لم يرد فيه نص ثابت. ولفت سمو نائب أمير منطقة القصيم في محاضرته بعنوان "المرتكز الإسلامي للأنظمة المطبقة بالمملكة العربية السعودية" إلى أن المملكة طوال تاريخها عملت على اتخاذ القرآن الكريم والسنة النبوية أساساً لكافة أنظمتها وأن نظام الحكم الأساسي قد أكد على ضرورة التزام كافة الأنظمة التي تصدرها المملكة سواء عبر قيادتها الحكيمة أو عبر أجهزتها الحكومية بعدم مخالفة نصوص الشريعة الإسلامية الثابتة وأن الفهم الصحيح للسياسة الشرعية فيما لم يرد فيه نص ثابت يمكن العلماء وأصحاب الفضيلة من استنباط أحكام تتوافق وكل ظرف وزمان ومكان وحسب تغير الأحوال، مبيناً أن التاريخ السعودي كان ولازال بإذن الله خير مثالا للانضباط الشرعي في سن وتشريع وتطبيق الأنظمة وأنه لا مجال للتشكيك فيه. وشرح سموه مفهوم السياسة الشرعية وماهيتها وضرورة تطورها مع تطور ونمو المجتمعات الإسلامية مفرقا بين القواعد الشرعية الثابتة التي لا اجتهاد فيها وبين القواعد التي لم يرد فيها نص ثابت في القران الكريم والسنة النبوية الشريفة، لافتا سموه النظر إلى أن الشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي قد حوت مفهوم السياسة الشرعية لتثبت للعالم أجمع أن الدين الإسلامي بحق صالح لكل زمان ومكان مهما تغيرت الظروف والأحوال. وقال سمو الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز إن المملكة أطلقت مصطلح النظام بدلا من القانون وأصبح النظام الأساسي للحكم في المملكة هو النظام الذي يضبط كافة الأنظمة الحالية أو السابقة ويشترط في نصوصه العديدة عدم مخالفة الشريعة الإسلامية ويمنع أي نظام يتعارض في جزئياته معها ، مبينا أن المملكة يكفيها الفخر في أن دستورها هو القران والسنة والذي لايوجد أي دستور في أي بلد في العالم مشابه له وقدم نظامها الأساسي للحكم الضمانة لعدم مخالفة الشريعة الإسلامية لأي نظام سابق أو حالي وبذلك انتظمت السياسة التشريعية في المملكة العربية السعودية. وشدد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم في محاضرته على أهمية طاعة ما يسنه ولي الأمر الذي حدد النظام الأساسي بدوره ضرورة أن يكون كل ما يصدر عنه ملتزما بالقواعد الشرعية، مشيرا إلى أن مخالفة ولي الأمر في ذلك يعد شقا لعصى الطاعة وخروجا عن إجماع المسلمين. وأوصى سموه في محاضرته الطلاب والطالبات بضرورة العمل على الحفاظ على دينهم الإسلامي الحنيف والعمل في كل ما من شأنه رفعة وطنهم الكريم والحفاظ على وحدته واستقراره والذي بذل فيه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه و رجاله المخلصون الغالي والنفيس لإقامته وبنائه حتى وصل إلى ما وصل إليه من تقدم ورقي. وأشاد سمو الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز بما وصل إليه التعليم العالي في المملكة من تقدم ورقي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حتى باتت المملكة تمتلك حاليا 33 جامعة مابين حكومية وخاصة وعشرات الكليات والمعاهد والمراكز البحثية العالمية المستوى لتخرج أجيالا من الشباب والشابات الذين يعملون على رقي ونهضة المملكة. وكان معالي مدير جامعة شقراء الدكتور سعيد بن تركي المله قد قدم المحاضرة معبراً في كلمته التقديمية عن سعادته وسعادة عمداء وأعضاء وطلاب وطالبات الجامعة وكافة العاملين فيها بتلبية سموه لدعوة الجامعة لإلقاء هذه المحاضرة القيمة. وفي نهاية المحاضرة قدم محافظ شقراء محمد بن سعود الهلال درعا تكريميا لسمو نائب أمير منطقة القصيم كما قدم مدير جامعة شقراء درعا تذكاريا بهذه المناسبة فيما تلقى سموه درعا آخر من مجلس أهالي المحافظة. حضر المحاضرة وكلاء الجامعة وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس ومسئولي الجامعة وعدد كبير من طلاب الجامعة. وكان صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن سعود بن مشعل بن عبدالعزيز قد زار اليوم البلدة القديمة في شقراء والتي شملت بيت السبيعي للتراث ومسجد الحسيني وبيتي آل جميع والعيسى ، مبدياً سموه إعجابه بما شاهده من اهتمام من أهالي شقراء بتاريخهم التراثي وأهمية الدور الذي قام به الأهالي بتعاون المسئولين والهيئة العامة للسياحة والآثار لتطوير البلدة القديمة وحرصهم على إبرازها لأبناء المحافظة وزوارها. ورافق سموه في جولته على المنطقة التراثية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فيصل بن مشعل بن عبدالعزيز ومحافظ شقراء وعدد من مسئوليها وأعيانها. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل