غدا الجمعة سيتساوى الليل والنهار على جميع انحاء الكرة الأرضية ، فالشمس تسعى بكل جدية بين الشمال والجنوب بحركة تأرجحية لبلوغ مستقرها منذ الأزل ، فإذا ولت الدبر ناحية الشمال ، يستغل النهار غفلة والدته الشمس ، فيسطو على أخيه الليل ويضربه بمعول الحرارة فيتطاول النهار ويتقازم الليل ، وإذا ولت الشمس دبرها ناحية الجنوب يستعيد الليل قوته ويضرب أخيه بمعول البرودة فيتطاول الليل ويتقازم النهار ، وعندما تطل الشمس على ولديها من نافذة خط الاستواء ، تصالح بين الليل والنهار وترجع كل منهما حصته المفروضة فيتساوى الليل مع النهاري طولا ، الأمر الذي يجعل الشمس تشرق صباحا في نفس موعد غروبها مساء ، ويكون لكل بلد توقيته الخاص ، هذا من الناحية الحسابية أما الواقع فيكون طول النهار ليومي الانقلاب أطول من الليل لبرهة قليلة لا تذكر وسبب ذلك انكسار أشعة الشمس وقت الشروق والغروب والتي يسببها الغلاف الغازي ، وهناك عاملان رئيسيان يتسببان في طول النهار والليل أو قصرهما ، وهما ميل الشمس عن خط الاستواء والعرض الجغرافي فالشمس عندما تتربع على خط الاستواء فالليل والنهار يتساويان في جميع انحاء المعمورة ، وكذلك فإن الموقع الجغرافي الذي يقع على عرض صفر أي خط الاستواء يتساوى فيه الليل والنهار طوال أيام السنة ، وستستريح الشمس عندنا خلال الأسبوع القادم ، وبعدما تودعنا سيفتل النهار قوته علينا ويبدأ يضربنا بسياط الحرارة طوال أربعة شهور