أوضحت الجمعية الفلكية بجدة بان المعلومات التي ازداد انتشارها مع مطلع العام 2012 عبر وسائل الإعلام المختلفة والتي تشير إلى أن دمار الأرض و نهاية العالم في 21 ديسمبر 2012 والتي ربطت بأجرام سماوية و ظواهر كونية هي معلومات عارية عن الصحة وان الأرض لن يصيبها شيء بإذن الله عز وجل . وقال رئيس الجمعية المهندس ماجد ابوزاهرة : أن بداية هذه الخرافة كانت بادعاء وجود جرم سماوي يدعى " كوكب نيبرو " اكتشفته الحضارة السومرية القديمة ، وان هذا الكوكب في طريقة إلى الكرة الأرضية ، وأشيع انه سيصطدم بالأرض في العام 2003 وعندما لم يحدث شيء تم نقل نهاية العالم إلى ديسمبر 2012 . وتم ربط هذه الخرافة بنهاية دورة تقويم قديم لحضارة المايا وذلك عند حدوث الانقلاب الشتوي القادم ولهذا السبب تم التنبؤ بان نهاية العالم في 21 ديسمبر 2012. ويرجع الاهتمام بهذا التقويم نظرا إلى شعب حضارة المايا في أمريكا الوسطى استطاع تحديد موعد الكثير من الظواهر الفلكية مثل الكسوف والخسوف ومواعيد الفيضانات ، ولكن هناك نؤكد بان هناك حضارة أقدم وهي الحضارة البابلية التي كانت لها منجزات في هذا الباب ولكنها لم تتنبأ بنهاية العالم . وأكد ابوزاهرة : أن تقويم حضارة المايا مثله مثل أي تقويم عرفته البشرية ومثل التقاويم الموجودة بين أيدينا الآن لها بداية ونهاية فالتقويم العربي ينتهي بأخر يوم من ذي الحجة والتقويم الشمسي ينتهي بنهاية 31 ديسمبر أما تقويم المايا ينتهي في 21 ديسمبر 2012 ، وهذا اليوم هو نهاية الحساب الطويل لدورة هذا التقويم ، وما سوف يحدث بعد ذلك اليوم هو بداية دورة جديدة من الحساب الطويل من تقويم المايا ، كما هو الحال مع التقاويم الأخرى. وتزامنا مع نهاية هذا التقويم للمايا تم أشاعه أن الكواكب في نظامنا الشمسي سوف يحدث لها اصطفاف وسوف يؤثر ذلك على الأرض ، وهنا يجب التأكيد بأنه لن يحدث اصطفاف للكواكب في ديسمبر المقبل ولا خلال العقود القليلة القادمة والأرض لن تعبر مستوى المجرة في 2012 ، ولو افترضنا حدوث اصطفاف للكواكب فتأثير ذلك على الكرة الأرضية ضعيف . وخلال شهر ديسمبر من كل عام يحدث تقريبا اصطفاف بين الأرض والشمس مع مركز مجرتنا وهذا الحدث السنوي لا أهمية له. ومن الإشاعات التي تم نشرها إلى جانب كوكب نبيرو وجود يدعى كوكب اكس أو " أريس " سوف تقترب من الأرض ما يشكل تهديدا على سلامة سكان الأرض وسوف تتسبب في دمار شامل. كل هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة ، فهذه الأجرام وهي " نيبيرو " و " كوكب اكس " لا وجود لها وجميع المعلومات التي يتم تدولها عبر الانترنت هي معلومات لا أساس علمي لها. فلو افترضنا وجود هذه الأجرام وهي في طريقها إلى الأرض وسوف تصل في ديسمبر المقبل فكان من المفترض أن يتم رصدها من قبل المراصد الفلكية حول العالم منذ عدة عقود ماضية ، ويجب أن تكون في الوقت الحالي ونحن لا يفصلنا عن ديسمبر إلا بضعة شهور أن تكون هذه الأجرام مشاهدة بالعين المجردة . أما بالنسبة للجرم الفضائي " أريس " فهو جرم حقيقي يقع ضمن تصنيف كوكب قزم وهو اصغر من بلوتو وهو يتحرك في منطقة تقع خلف كوكب نبتون تسمى سحابة أورت ، وهذا الجرم الفضائي عندما يكون في اقرب نقطة من الأرض يكون على بعد 4 بليون ميل ، ما يعني بأنه ليس بعيد فقط بل بعيد جدا ولا يمكن رصده إلا من خلال المراصد الفضائية . ولا يمكن أن يقترب من الأرض مطلقا . ومن القصص التي نسجت عن نهاية العالم هو حدوث تبدل للقطبين وسيحدث تغير في طول اليوم أو الساعة وانعكاس دوران الأرض حول محورها ، وهذا غير صحيح فان عكس حركة الأرض حول محورها مستحيل علميا . وهناك من ربط بين دوران الأرض حول محورها وبين المجال المغناطيسي القطبي والذي هو في الحقيقة يتغير بشكل منتظم مع انعكاس المغناطيسية بمعدل مرة كل 400.000 سنه ، و كما هو مثبت علميا فان انعكاس المغناطيسية لا يمثل أي خطورة على الحياة على سطح الأرض. ووفق الدراسات فان انعكاس المغناطيسية من غير المحتمل حدوثه خلال السنوات العديدة القادمة . و فقد أشيع أيضا وجود نيزك أو مذنب أو كويكب سوف تصطدم بالأرض ، وهذا الأمر نادر الحدوث جدا ، حيث ا ن آخر اصطدام ضخم حدث للأرض كان منذ 65 مليون سنه وتسبب في القضاء على الديناصورات وانقراضها . واليوم توجد العديد من البرامج الدولية لمراقبة وتعقب الأجسام الفضائية القريبة من الأرض ووفق القياسات الحديثة فانه لا يوجد أي خطر من كويكب ضخم في حجم ذلك الذي قضى على الديناصورات لذلك فانه لا يوجد جرام سماوي معروف سيصطدم بالأرض في ديسمبر 2012. أما بالنسبة لحدوث عواصف شمسية ضخمة ، فا تجدر الإشارة إلى أن الشمس لها دورة نشاط منتظمة حيث يزيد نشاط البقع الشمسية كل 11 عام ، وعند ذروة نشاط الشمس التوهجات الشمسية يمكن أن تتسبب في اضطرابات اتصالات الأقمار الصناعية ، ولكن اليوم استطاع صانعي الأقمار الصناعية بناء الكترونيات محمية من معظم العواصف الشمسية ولكن لا توجد علاقة مرتبطة بالعام 2012 ، وبحسب آخر الدراسات فان ذروة نشاط الشمس ستكون خلال الفترة من 2012 و 2014 وبحسب التوقعات فان هذا النشاط سوف يكون في معدل الدورات الشمسية و لا يوجد اختلاف عن سابقتها . و هناك ادعاءات أخرى إلى جانب ما سبق ذكره مثل ظهور ثقب اسود يبتلع الأرض و حدوث زلازل مدمرة على الرغم من أن التنبؤ بالزلال غير ممكن إضافة إلى أن مراجعة البيانات الصادرة عن مراكز الرصد الزلزالي الوطنية والعالمية لم تشر إلى نشاط غير اعتيادي ، إلى جانب اشاعه فكرة انفجار مئات البراكين التي ستعمل على تكوين سحابة ضخمة تحيط ما سيمنع أشعة الشمس النفاذ إلى الأرض لعدة سنوات ، وحدوث انفجار سوبرنوفا لنجم منكب الجوزاء يبيد الأرض ، وتم أيضا ربط موت عدد الكائنات الحية مثل الطيور والأسماك في عدة مناطق في العالم بنهاية العالم في ديسمبر المقبل . إلى جانب إصدار العديد من الكتب التي تتحدث عن نهاية العالم وإنتاج العديد أفلام الخيال العلمي التي جعلت الكثير من الناس يصدقون بان ما يطرح حول نهاية العالم في 2012 هو حقيقة علمية على الرغم من أن الواقع مختلف تماما. وتؤكد الجمعية بان جميع ما يطرح حول دمار الأرض بأجرام سماوية تشمل كواكب و مذنبات و كويكبات آو ظواهر كونية مثل انفجار سوبرنوفا في 21 ديسمبر 2012 غير صحيح لافتقاره إلى السند العلمي وما يروى هو مجرد أقاويل وتبقى نهاية العالم في علم الله عز وجل .