نظمت الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة القصيم مساء أمس الأول – الاثنين – ندوة حول " الأزمة المالية العالمية للنظام المالي الدولي وتداعياتها " ، حاضر فيها مجموعة من أساتذة الاقتصاد بجامعة القصيم وهم عميد الكلية الدكتور إبراهيم بن صالح العمر ، ووكيل الكلية الدكتور فهد بن عبد العزيز المحيميد ، ورئيس برنامج الماجستير بالجامعة الدكتور فهد بن صالح العليان ، وأدار الندوة – التي أقيمت بمدينة الملك عبد الله الرياضية بمدينة بريدة - الأستاذ المشارك بكلية الاقتصاد والإدارة الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن البريدي ، وحضرها نخبة من الأكاديميين ورجال الأعمال والمهتمين بالشأن الاقتصادي . وتناولت الندوة ثلاثة محاور أولها تداعيات الأزمة وتأثيرها على أسواق المال العالمية والذي تناوله الدكتور فهد المحيميد مستعرضًا السياق التاريخي للأزمة المالية التي سبقتها أزمة مماثلة في عام 1930م وأطلق عليها " أزمة الكساد العظيم " ، لافتًا إلى خطأ ربط الأزمة بالرهن العقاري فقط ؛ حيث لم يوجد التضخم في سوق العقارات وحدها ، بل امتد إلى أسواق العملات والبنوك والسلع وغيرها . وأشار المحيميد إلى أن الأزمة – رغم أنها بدأت في أمريكا – إلا أنها تمددت لتتداخل معها باقي الدول التي تتشابك معها اقتصاديًّا إلى أن أصبح الجميع شركاء في تحمل تبعاتها . وقبل أن يتحدث الدكتور إبراهيم العمر عن أسباب الأزمة المالية العالمية ، وهو المحور الثاني للندوة ، لفت إلى أنها "أزمة معقدة رغم أن جوهرها بسيط وهو تضخم القطاع المالي بديون الرهن العقاري والديون الأخرى ومشتقاتها إلى حد العجز عن السداد " ، مشيرًا إلى الدور الخطير الذي يلعبه " خلق الائتمان " - الذي تقوم به البنوك- في مضاعفة الأزمة ، حيث تقوم البنوك بالإقراض من الودائع الموجودة لديها أكثر من مرة وبنسبة كبيرة لا تحتفظ خلالها باحتياطي مناسب . وحدد العمر عددًا من الأسباب الرئيسة أدت إلى تفاقم الأزمة بهذا الشكل وهي : - التشجيع على الإفراط في الاستهلاك بمعزل عن القدرة الشرائية للدرجة التي وصل معها متوسط ما يحمله الأمريكي من بطاقات الائتمان 15 بطاقة ! - الجشع والطمع ، فهناك سعار شديد من جانب أرباب الأعمال لزيادة الأرباح بغض النظر عن أي ضوابط أخلاقية . - الفساد الأخلاقي في مؤسسات المحاسبة والتقييم المالي التي تقوم بتقدير الأصول وكذلك في وكالات تصنيف الملاءة . - التخلي عن الدعم الحكومي للمؤسسات المالية ، حيث تُرك النظام المالي يدير نفسه دون أي تدخل من جانب الحكومة الأمريكية . - الفشل في تنظيم الرافعة المالية حيث وصلت نسبة الإقراض في بعض البنوك إلى 70% من قيمة رأسمالها مما أدى إلى زيادة حجم المديونية بشكل غير طبيعي . وحول المحور الثالث الذي يتناول دور العولمة في الأزمة المالية العالمية تحدث الدكتور فهد العليان موضحًا أن العولمة أصبحت سياسية أكثر منها اقتصادية ، حيث سيطرت أمريكا على العالم وفرضت العولمة على دوله ، وتم استغلال الآلة العسكرية والإعلام بقوة لتكريس هذا المفهوم ، مشيرًا إلى أن "ثالوث العولمة" هو الخصخصة التي تقوم على التخلص من المسؤوليات الاجتماعية وبيع كافة الخدمات والمرافق ، بالإضافة إلى إعادة الهيكلة والإصرار على فتح الأسواق المحلية لكافة الدول أمام الشركات الكبرى ، فضلا عن النهم في رفع القيود عن التجارة الدولية والجمارك ليتحول العالم إلى سوق واحد لمنتجات الشركات الكبرى . مشيرًا إلى أن هذه الأزمة سوف يتمخض عنها نظام اقتصادي جديد يسود العالم خلال الفترة المقبلة . وطالبت الندوة بوضع تصور لإقامة سوق إسلامي ، وأعلن المشاركون عن تبني كلية الاقتصاد والإدارة لهذه الدراسة التي أعلن أحد رجال الأعمال الحاضرين للندوة عن دعمه المادي لها ، كما طالبت بتدخل رشيد للحكومات في القطاع الاقتصادي للحفاظ عليه من الانهيارات التي يمكن أن يتعرض لها . وفي الختام كرمت الغرفة المشاركين في تقديم الندوة بدروع تذكارية قدمها نائب الأمين العام للغرفة القصيم الأستاذ عبد الرحمن الخضير كما قدمت الغرفة درع تذكاريا لمدير المكتب الرئيسي لرعاية الشباب بالقصيم عبد العزيز بن عبد الله السناني تسلم درع التكريم نيابة عنه الأستاذ علي المقبل ، كما كرم المحاضرين بالندوة .