تخوض الباراغواي والبيرو المواجهة الثانية في نصف نهائي كأس أمريكا الجنوبية "كوبا أمريكا" لكرة القدم المقامة حالياً في الأرجنتين، على ملعب "ملفيناس ارخنتيناس" في مندوزا فجر الخميس (0:45 بتوقيت غرينيتش)، بعد إقصاء الأولى البرازيل حاملة اللقب في النسختين الأخيرتين والثانية تشيلي التي تصدرت مجموعتها في الدور الأول وظهرت كمرشحة قوية لإحراز اللقب. وتبدو الباراغواي مرشحة على الورق لتخطي فنزويلا الطرية العود في المسابقة، لكن المفآجات الكبرى المسجلة في هذه النسخة التي لن يحتل فيها منتخبا البرازيل والأرجنتين أحد المراكز الأربعة الأولى للمرة الثالثة بعد 1939 و2001، تشرع الأبواب أمام مفاجأة فنزويلية جديدة، وفقاً لفرانس برس. وحققت الباراغواي نتيجة طيبة بتغلبها على "سيليساو" بركلات الترجيح في ربع النهائي بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي. وأهدرت البرازيل أربع ركلات صد واحدة منها الحارس المتألق خوستو فيار، وأثبت المنتخب الأحمر والأبيض أنه عقدة بطل العالم خمس مرات بعدما عرقله أيضاً 2-2 في الدور الأول الذي حقق فيه 3 تعادلات متتالية، وهو بالتالي أصبح على بعد خطوتين من احراز اللقب للمرة الثالثة في تاريخه، وقد يحصل ذلك بدون فوزه في أي مباراة!. أما فنزويلا المتواضعة عادة في أمريكا الجنوبية والتي بدأت مفآجاتها في الدور الأول بتعادلها مع البرازيل سلباً، فتغلبت على الاكوادور 1-صفر، قبل أن تتعادل بطريقة دراماتيكة مع البارغواي بالذات 3-3 عندما سجلت فنزويلا هدفين في اللحظات القاتلة. وفي ربع النهائي، تخطت فنزويلا تشيلي التي تضم المهاجم المميز اليكسيس سانشيس (2-1)، وتأهلت لأول مرة في تاريخها إلى الدور نصف النهائي. يُذكر أن أفضل نتيجة لفنزويلا في كوبا أمريكا كانت بلوغها الدور الثاني في النسخة الأخيرة التي استضافتها على أرضها عام 2007 عندما خرجت على يد الأوروغواي 1-4. وكان مهاجم الباراغواي نلسون هايدو فالديز واقعياً بعد الفوز على البرازيل 2-صفر بركلات الترجيح واعتبر أن فريقه كان محظوظاً ولم يقدم كرة جميلة: "لقد افتقدنا لكرة القدم، لكن كنا محظوظين". وتعتمد الباراغواي على حارسها خوستو فيار الذي اختير أفضل لاعب في مباراة البرازيل الأخيرة، ووقف سداً منيعاً أمام روبينيو وباتو ونيمار وغانسو. وقال مارسيلو استيغاريبيا عن زميله: "لدينا حارس لا يقهر، يوقف أي شيء يصل أمامه". ودفع الأداء الرائع لفيار أمام البرازيل، مدرب الفريق الأرجنتيني خيراردو مارتينو الذي سيترك منصبه بعد النهائيات، إلى تقبيله بعد اللقاء مظهراً عاطفته على غير عادة. وعلّق فيار (34 عاماً) على ركلات الترجيح، علماً بأنه أبعد ركلة جزاء للإسباني شابي ألونسو في ربع نهائي مونديال 2010 عندما خرجت الباراغواي أمام بطلة العالم 1-صفر بصعوبة بالغة:"في ركلات الترجيح كان لاعبونا الأفضل، لكن هذا بمثابة لعبة اللوتو". ويسعى فيار، الذي يجلس على مقعد البدلاء في ريال بلد الوليد الإسباني وفي طريقه إلى استوديانتيس لا بلاتا الأرجنتيني، إلى قيادة "البيروخا" نحو لقبه الأول منذ 1979، وإلى السير على خطى الحارس الباراغوياني العملاق خوسيه لويس تشيلافرت.