ضمن برنامج ملتقى القياديين بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المقام في الطائف، والذي تدرب خلاله (360) متدرباً ها هو الأسبوع الأخير يبدأ بتدريب (90) متدرباً حيث التقى مساء أمس الأحد المتدربون بمعالي الشيخ عبد الله بن محمد بن خنين عضو هيئة كبار العلماء وعضو لجنة الإفتاء. وقد بدأ معاليه اللقاء في قاعة الجامعة بكلمة ترحيبية لمنسوبي الهيئة القياديين، ثم تكلم عن بعض صفات المحتسب وكيفية التعامل مع الناس في المنكرات، وقد ذكر أن من أساسيات النجاح لرجل الهيئة في عمله: تقوى الله وأنها هي أساس العمل، كما تحدث معاليه عن الصبر وما يتعرض له رجل الهيئة وما ينبغي عليه من الصبر والأجر في ذلك، وتعرض لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في صبره على قومه وعلى نشر هذا الدين، حيث أوضح بأن على رجل الحسبة أن يكون لديه بعد نظر فيما يأمر به وينهى عنه مراعياً في ذلك المصالح والمفاسد، وضرب مثلاً برسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أراد إعادة بناء الكعبة فلم يفعل مراعاة لأصحابه لكونهم حديثي الإسلام فخشي عليهم، كما ضرب مثلاً بالرجل الذي بال بالمسجد وكيف تعامل معه صلى الله عليه وسلم حيث تأنى عليه في الإنكار لكون الإنكار قد يؤدي إلى الضرر والمكابرة بالاستمرار كما أن الإنكار في قد يتسبب بالمرض ، كما أعطى مثالاً آخر في ذلك للمنافقين الذي كان صلى الله عليه وسلم يعلم نفاقهم وأنه ترك مؤاخذتهم حتى لا يقال أن محمد صلى الله عليه وسلم يقتل أصحابه. وأكد الشيخ الخنين أن على رجل أن يكون قوياً من غير عنف، ليناً من غير ضعف، وأن عليه يكون رفيقاً، وقد استدل بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه) ثم استشهد بقوله صلى الله عليه وسلم (اللهم من ولي من أمر أمتي شيء فرفق بهم فارفق به ومن شق عليهم فأشقق عليهم ). كما أوصى بالبعد عن الغضب، حيث بين معاليه أن الغضب داء عظيم قد يوقع الكثير في الأخطاء واستشهد بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) ، ثم ذكر قصة الرجل الذي أتى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال أوصني فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا تغضب ) وكرر ذلك عليه وهو يقول له (لا تغضب) ، وقال صلى الله عليه وسلم ( لا يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان) لكون الغضب يسد منافذ التفكير ويشوش على المرء في استحضار النص الشرعي ، فمن باب أولى رجال الهيئة يجب أن يبتعدون عن الغضب حتى لا تزل بهم القدم في الأحكام .ثم ترك المجال للمداخلات وانتهى لقاء معاليه بالقياديين حيث ودع بمثل ما استقبل به. تجدر الإشارة إلى أن هذا البرنامج يأتي في إطار مسارٍ تدريبي يرفع سقف التأهيل للعاملين في الميدان نسبة تقارب 100% وذلك يؤثر إيجاباً على جودة العمل الميداني وخدمة الجهاز المقدمة للجمهور.