أصدر مجلس القضاء الأعلى في إيران مؤخرا حكم القصاص بحق امرأة مشردة تدعى سهيلا تبلغ من العمر 28 عاما، أدينت بقتل مولودها والتمثيل به بفظاعة؛ حيث استخدمت سكينا لتقطيعه إربا، وذلك بعد خمسة أيام من ولادته في إحدى المصحات الحكومية في العاصمة طهران. وذكرت صحيفة "اعتماد" التي أوردت النبأ أن سهيلا اعترفت بالجريمة، وعللتها بأنها أرادت إنقاذه من مصير المشردين بالشوارع، وحسب اعترافاتها في الشعبة 71 لمحكمة الجزاء في طهران، كانت سهيلا قد تشردت في الشوارع بعد وفاة والدها مباشرة وهي لم تكمل الخامسة عشرة ربيعا من العمر. وجاء الحكم بالقصاص بعد أن أكد الطبيب الشرعي أنها لا تعاني من مرض نفسي، الأمر الذي دفع مجلس القضاء الأعلى إلى تأكيد الحكم القضائي الصادر في الجريمة. وعن قصة تشردها، قالت سهيلا "هربت من البيت مع شاب كنت أحبه، وبعد أن فقدته بقيت وحيدة في الشوارع، ولم أعد إلى أهلي ثانية، وتحت تأثير الفقر والحاجة تحولت إلى مشردة في الشوارع، ولم يتبقَ أمامي إلا الدعارة وتلبية رغبات الرجال ومجونهم الجنسية، فكانت الأيدي تتقاطفني من بيت إلى آخر، ولم يبقَ أمامي إلا التسليم لشهوات رجال وكانوا يستغلون جوعي وحاجتي للمكان". وأضافت سهيلا "لا يشعر بي إلا من أمضى ليالي الشتاء القارس في شوارع طهران المجمدة، حاولت مرارا دون جدوى أن أنقذ نفسي، مثل أية امرأة أخرى، كنت أرغب أن تكون لي أسرة وزوج وأطفال". وأكدت أنها لا تطلب الرحمة من أحد لأنها قدمت لطفا عظيما لابنها بقتله، حسب تعبيرها. وتابعت سهيلا تفاصيل قصتها قائلة "التقيت قبل عام ونصف العام برجل مدمن رافقته إلى بيته إلا أنه حاول إرغامي على الإدمان أيضا فهربت منه بعد فترة وأنا حامل، وعدت إلى شوارع طهران ثانية، وذات يوم ألقت الشرطة القبض عليَّ، وأودعتني دائرة التأهيل الاجتماعي، وبعد أن وضعت مولودي ضممته إلى صدري وشعرت بجمال الأمومة وأحببته مثل كل أم تحب أطفالها، ولكني كنت أعرف المصير السيء الذي ينتظره لأنه ابن لأم مشردة في الشوارع، وشعرت بالمستقبل المظلم الذي سيلاقيه، عندها قررت أن أقتله حتى لا يكون مصيره كمصيري". وذكر موقع "ايسكانيوز" الطلابي نقلا عن جلسة المحكمة أن سهيلا اعترفت أيضا بأنها ذبحت طفلها الرضيع من الوريد إلى الوريد، وعندما سألها القاضي لماذا أخرجت أمعائه؟ ردت عليه بأنها تتدرب على القتل بشكل أفضل لتنتقم ممن أوصلها إلى ما هي عليه. 300 ألف امرأة مشردة في طهران أكد الأستاذ الجامعي الإيراني د. أمان الله قرايي مقدم، الخبير في الشؤون الاجتماعية في مقابلة صحفية أن هناك 300 ألف امرأة مشردة في العاصمة طهران حتى بداية عام 2006 فقط. وحسب إحصائية قدمتها محبوبة مقدم، في بحث جامعي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة حول الدعارة، فإن نسبة ضحايا الدعارة بلغت في طهران أعلى مستوياتها، وأن الأماكن التي تقوم باصطياد الإناث للأغراض الجنسية بلغ عددها حوالي 8000 موقع. وقالت الباحثة إن 86% من النساء المشردات في إيران يتعرضن للاستغلال الجنسي. وتضيف محبوبة مقدم أن هناك ما يزيد عن 8 ملايين امرأة تحت خط الفقر في إيران، وأن عدد الذين يعانون من الأمراض النفسية يتراوح بين 8 إلى 10 ملايين، أغلبهم من النساء.