حققت مبادرة الملك عبد الله للمحتوى العربي، التي تشرف عليها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم التقنية، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة داخل المملكة وخارجها، وجودًا للغة العربية على شبكة الإنترنت بلغت نسبته 3% من حجم المحتوى العالمي المتناول عبر الإنترنت؛ وذلك في إطار جهودها الكبيرة في مجال ترجمة العلوم المختلفة والتقنيات الحديثة إلى اللغة العربية لخدمة أكثر من مليار مسلم في العالم. وتعد هذه النسبة متناسبة مع حجم نفاذ اللغة العربية إلى الإنترنت الذي يشكل 3% من حجم العالم، في الوقت الذي كانت فيه اللغة العربية قبل ذلك تمثل ما نسبته 0.3% من المحتوى العالمي للغات الأخرى. وفي تقرير لوكالة الأنباء السعودية "واس"، ذكرت أن المبادرة تمخضت عن قرارات القمّة العربية التاسعة عشرة التي انعقدت في الرياض عام 1428ه برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ودعت إلى تعزيز حضور اللغة العربية في جميع الميادين، بما في ذلك وسائل الإعلام والاتصال، والإنترنت، والعلوم والتقنية. وأتيحت مبادرة الملك عبد الله للمحتوى العربي للمستفيدين عام 1429ه عبر موقعها (http://www.econtent.org.sa) لتتمكن من تسخير المحتوى الرقمي لدعم التنمية والتحول إلى مجتمع معرفي، وحصول جميع شرائح المجتمع على المعلومات والفرص الإلكترونية، مع الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية للمجتمع، وتعزيز المخزون الثقافي والحضاري الرقمي، والتمكين من إنتاج محتوى إلكتروني عربي ثري لخدمة المجتمعات العربية والإسلامية. وضمت المبادرة مشروعات مختلفة قدمت من خلال محورين: الأول- المشروعات البحثية: وتشتمل على تصميم وبناء أنظمة وبرامج ومواقع إلكترونية لخدمة العربية، كمشروع إثراء موسوعة ويكيبيديا العربية (ويكي عربي)، وتمّ الانتهاء من ترجمة أكثر من 2100 مقالة إنجليزية من موسوعة ويكيبيديا أسهمت المدينة بترجمة نصف محتواها، والجامعات السعودية بترجمة النصف الآخر، ووضعت على الموقع http://www.wikiarabi.org. وأدت هذه المقالات إلى زيادة محتوى الويكيبيديا العربية إلى أكثر من 4%. واهتمت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بأن يكون إثراء الموسوعة جزءًا من المقررات الدراسية في كليات اللغات والترجمة والتخصصات الأخرى، لرفع عدد المقالات العربية في هذه الموسوعة إلى أكثر من ربع مليون مقالة ويتقدم ترتيب اللغة العربية إلى الرابع والعشرين من بين اللغات الأخرى في الموسوعة (287 لغة). وأسست المدينة، المدونة اللغوية العربية بجمع أكثر من 900 ألف نص تحوي أكثر من 700 مليون كلمة، أتيحت النسخة الأولية من موقع المدونة (www.kacstac.org.sa). كما قامت المدينة بتطوير محرك بحث عربي باسم (نبع) وهو نواة لمحرك بحث عربي شامل (naba.kacst.edu.sa)، ومهمته دعم خصائص اللغة العربية؛ حيث يتمتع بنظام للفهرسة أشمل، وإمكانيات أفضل لمعالجة نصوص اللغة العربية، وعملت كذلك على نقل تقنية التقويم الآلي للنصوص إلى المملكة من خلال مشروع (عبر)، وتطوير أول نظام للتقويم الآلي للمقالة العربية (abbir.kacst.edu.sa)، ويقوم النظام بتقويم المقالة العربية بناء على تسعة معايير؛ هي: الفكرة، والتركيز، وترابط النص، والصياغة، والإملاء، والموضوع، والثراء اللغوي، والاستشهاد، والترقيم. وحصلت المدينة بموجبها على براءة اختراع من مكتب البراءات الأمريكي. وفي إطار جهود مدينة العلوم والتقنية لتفعيل مبادرة الملك عبد الله للمحتوى العربي، تم تطوير نظام تجريبي يقدم خدمة البريد الإلكتروني بالعناوين العربية، بالتعاون مع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، وهو بريد إلكتروني يتيح استخدام الحروف العربية في العنوان البريدي الإلكتروني، ويقدم أهم الخدمات الأساسية المتعارف عليها في البريد؛ حيث يمكن استخدام البريد العربي عبر المتصفح (الويب) أو عبر تطبيق على الحاسب باستخدام برنامج Outlook، وعملت على تصميم موقع ديوان الإلكتروني (diwan.kacst.edu.sa)، كواجهة للمشروعات البحثية التي تعنى باستكشاف اللغة العربية ونمذجتها، بحيث يسهل على الحاسوب التعامل معها ومعالجتها. وطورت المدينة نظامًا لتعرُّف الكلام العربي ونطقه آليًّا، ليمكن تطبيقه في مجالات متعددة، كالتعامل الصوتي مع الحاسب الآلي عن بُعد. وقد تم دمجه ليصبح نظامًا متكاملًا للرد الآلي على المكالمات الهاتفية، وشيَّدت نظامًا آليًّا لتقويم جودة قواعد البيانات الصوتية في أنظمة النطق الآلي؛ حيث يستخدم لتقليل الاعتماد على العنصر البشري في تقويم البيانات الصوتية؛ ما يقلل زمن التقويم، وصمّمت موقعًا لتحليل النصوص العربية نحويًّا (http://cri_nlp.kacst.edu.sa) يحلل النص العربي المدخل بأربع طرق مختلفة، ويشمل ذلك: تقسيم الكلمات، وتحديد نوعها، والتحليل النحوي. وإدراكًا لأهمية المعجم في إثراء المحتوى العربي، وتلبيةً لمبادرة الملك عبد الله للمحتوى العربي، ولما له من دور في تقدم الأمة وإثراء المعرفة الإنسانية؛ فقد قامت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بتوقيع اتفاقية تمويل وتنفيذ "المعجم الحاسوبي التفاعلي"، وهو معجم عربي مفتوح المصدر يمكن الاطلاع عليه عبر الموقع (http://arabicdictionary.kacst.edu.sa). أما كامل مكونات النظام من قواعد بيانات وشفرة البرمجيات فيمكن الاطلاع عليها عبر موقع (سورس فورج). والمحور الثاني المتعلق بمشروعات مبادرة الملك عبد الله للمحتوى العربي، يتعلق بالتأليف والترجمة والإثراء المباشر للمحتوى العربي المفيد، وتشتمل على إصدار المجلات والكتب التي تخدم توفير مصادر للمعرفة العلمية باللغة العربية، وتتيحها المدينة مجانًا للاطلاع والتحميل عبر موقعها الإلكتروني على الإنترنت، ومنها مجلة العلوم والتقنية للفتيان، ومجلة نيتشر العربية، ومجلة العلوم والتقنية، وترجمة الكتب العلمية بالتعاون مع المنظمة العربية للترجمة؛ حيث تمت ترجمة 37 كتابًا من أمهات الكتب في التقنيات الاستراتيجية والمتقدمة بهدف إثراء المكتبة العربية بأمهات الكتب العلمية العالمية التي نُشرَت مؤخرًا بلغات غير عربية.