أعلنت الجمعيةُ الفلكية بجدة، أمس الثلاثاء (23 ديسمبر 2014)، بدءَ رصد ظهور غيوم الستراتوسفير القطبية الشتوية حول الدائرة القطبية الشمالية. وعلى عكس الغيوم العادية ذات اللون الأبيض الرمادي التي تتشكل في طبقة الستراتوسفير والتي ترتفع عن سطح الأرض مسافة 5 إلى 1 كم فقط؛ فإن غيوم الستراتوسفير تطفو على ارتفاع 25 كم وهي تظهر ملونة بشكل جميل. ومن المعروف أن طبقة الستراتوسفير طبقة جافة في أعلى الغلاف الجوي، ولا تسمح بتشكل الغيوم، ولكن يحدث في درجات الحرارة المتدنية في الشتاء القطبي أن تتكون عدة أشكال من الغيوم في طبقة الستراتوسفير، وهي تصنف بحسب حالة المادة والتركيب الكيميائي، وبسبب ارتفاع هذه الغيوم الشاهق وتقوس الكرة الأرضية، تصل أشعة الشمس هذه الغيوم من الأفق فتنعكس على الأرض قبل شروق الشمس أو بعد غروبها. هذه الغيوم ذات التراكيب الجليدية تتشكل في أسفل طبقة الستراتوسفير عندما تنخفض درجة الحرارة إلى ناقص 85 درجة مئوية تحت الصفر، ويسطع ضوء الشمس من خلال جزيئات الجليد الصغيرة جدًّا، وتنتج ألوانًا مميزة براقة من خلال انحراف الضوء والتداخل. ويُعتقد أن بعض هذه الغيوم تعمل على تخريب طبقة الأوزون، لأنها تُسبب تفاعلات كيمائية تُنتج كلورًا نشطًا يحفز تهالك طبقة الأوزون، ولأنها تزيل حوامض النتريك الغازية ومجموعات نيتروجين وكلور، مما يزيد من تخريب طبقة الأوزون. وتُعتبر غيوم الستراتوسفير القطبية أكثر إشراقًا من "الغيوم القزحية" والتي يُمكن رؤيتها في كافة أنحاء العالم، وهذه الغيوم القزحية تم رصدها وتصويرها في المملكة بمدينة جدة في العام الجاري 2014، وحدوث "الغيوم القزحية" يكون عندما تكون الغيوم رقيقة، ولها نفس حجم قطرات الماء، وتقوم بحرف ضوء الشمس ما يجعلها تسطع بالألوان.