قال الكاتب السعودي سلمان الأنصاري إن داعش بدأ يفقد وهجه الإعلامي، بعد التيقن من هشاشة التنظيم وأفكاره، لافتا إلى أنه دخل الآن مرحلة أسماها ب""Self-Destruction"، أي الهدم الذاتي، مدللا في الوقت ذاته على أن سبب تغطية المؤثرين إعلاميا من بين عناصر التنظيم لوجوههم، هو تيقُّنهم بأن التنظيم لا محالة سيزول. وأضاف الأنصاري في مقال نشره cnn بالعربي، : "اتضح من خلال المتابعة العامة للأحداث بأن عدد المنضمين الجدد لهذا التنظيم بدأ في التناقص بشكل كبير بسبب عامل الخوف من التشكيك في الولاء الذي يتعرض له كل داعشي من قبل قيادات التنظيم العليا وبسبب ضمور مصداقية التنظيم أمام المتعاطفين مع توجهاتهم". واستطرد بالقول إن: "الهزائم المتكررة لهذا التنظيم من قبل قوات البشمركة ومن قبل الجيش العراقي ومن طائرات دول التحالف التي باتت تقصف مواقعهم بلا هوادة سببت للكثير من قيادات داعش معضلة البحث عن خطط بديلة من خلالها يتم الحفاظ على أرواحهم. فعلى سبيل المثال، لقد تمت تصفية "والي" التنظيم للموصل بتهمة الخيانة العظمى، والموصل تعتبر عاصمة الدواعش الكبرى. العجيب أن تصفيته لم تتم من قبل غارات دول التحالف بل تمت بأمر قيادي من نفس التنظيم الذي بدأ في الدخول إلى مرحلة جديدة من المواجهة وهي مواجهة ذواتهم". وأبان الكاتب السعودي أن الدواعش بدؤوا في تخوين بعضهم بعضا والعمل على ضرب ذاتها بسبب هشاشة مبدئهم المستغل للتمزق المذهبي والطائفي للعراق وسوريا وبسبب افتقار أيديولوجيتهم لمبادئ العمل السياسي. وأكبر مثال على أن التنظيم مازال مرتبكا وغير واثق من استمراريته هو أن معظم أصحاب التأثير الإعلامي لديهم مازالوا يغطون وجوههم بسبب يقينهم بأن لتنظيمهم نهاية قريبة. معظم من تم الكشف عن هوياتهم هم من المغلوب على أمرهم ومن ليس لهم قرار فيما يجب أن يفعلونه وهم ليسوا إلا "دراويش" ولدي يقين بأن "خليفتهم المزعوم" البغدادي هو أحد هؤلاء المغلوب على أمرهم فما هو إلا أداة تم استخدامها من قبل بعض بقايا القيادات البعثية التي علمت بأن أيديولوجيتهم القومية غير صالحة للمجابهة فاستبدلوها بالغطاء الديني المتطرف الداعي للخلافة والحكم المطلق للعالم الإسلامي ككل. وعن النهاية الحتمية، قال: "داعش الآن ليست في بداية نهايتها بل في أواسط مراحل نهايتها وهي مرحلة أسميها بالهدم الذاتي "Self-Destruction" مؤكدا "المرحلة الأخيرة لنهايتهم لا يمكن أن تتم بلا خلق بديل عاقل وحر من جميع التعقيدات المذهبية. العراق يجب أن يكون للجميع سنة، شيعة، أكرادا، مسيحيين، إزيديين بل حتى ملحدين. ليس هناك أشنع من التفرقة العنصرية الدينية أو العرقية. لم أتطرق هنا للملف السوري لإيماني بأن الحل هو في حلحلة القيادات الداعشية العراقية والتي تعمل من خلف كواليس مسرحية الممثل "البغدادي".