في واقعةٍ تكشف مدى الفساد المستشري في العراق، اكتشفت الحكومة الجديدة أن 50 ألف جندي وهميين يحصلون على رواتب من الجيش، دون أن يؤدوا أي عمل، فيما أشار مراقبون إلى أن هذا هو ما عجل بانهيار الجيش العراقي في مواجهة داعش في بعض المناطق. وقال رافد جبوري المتحدث باسم رئيس الوزراء حيدر العبادي، الاثنين (1 ديسمبر 2014)، إن هذه الأسماء اكتُشفت في تحقيق أمر به العبادي الذي تولى منصبه في سبتمبر الماضي. وأشار جبوري إلى أن "الجنود الوهميين" رجال مدرجون في كشوف رواتب الجيش، وكانوا يدفعون نسبة من رواتبهم لضباطهم في مقابل عدم الانتظام في أعمالهم، وهو ما أدى إلى إثراء قادتهم، وإضعاف القوات المسلحة، وفقًا لوكالة أنباء رويترز. وقال جبوري إنه تم اكتشاف هؤلاء الجنود الخمسين ألفًا بعد بحث مكثف في السجلات العسكرية، وسيجري بحث ميداني لوضع نهاية لهذه الظاهرة، وغيرها من أشكال الفساد. وقال مسؤولون محليون في الموصل إن المدينة كان يجب أن يتولى الدفاع عنها من هجوم داعش في يونيو الماضي 25 ألفًا من الجنود ورجال الشرطة، لكن في الواقع كان العدد على أحسن تقدير عشرة آلاف. واستولى مقاتلو داعش على المدينة دون قتال تقريبًا. يُذكر أنه منذ تولى العبادي رئاسة الوزراء خلفًا لنوري المالكي قام بعزل عشرات من ضباط الجيش تم تعيينهم خلال حكم المالكي الذي استمر ثمانية أعوام وتعهد بالقضاء على الفساد. وأعلن مكتب العبادي، الاثنين، أنه أحال إلى التقاعد 24 من كبار ضباط وزارة الداخلية، وعين بدلا منهم ضباطًا جددًا، وذلك في إطار خطة إصلاح لجعل قوات الأمن "أكثر فعالية في مواجهة الإرهاب".