اعتبر محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج الدكتور عبد الله الشهري، أن "دعم الدولة المستمر لقطاع الكهرباء في التوليد والنقل والتوزيع يستفيد منه الغني أكثر من الفقير، وهذا عبء كبير على الدولة، إذ لا يصل إلى الفئات التي تود الدولة أن تدعمها". وأشار الشهري على هامش ورشة عمل "مشروع دراسة تطوير سوق الكهرباء التنافسي في المملكة"، والتي عقدت في الرياض، الأربعاء (10 سبتمبر 2014) إلى ما قامت به الهيئة من دراسات من أجل تحديد الجهات المحتاجة للدعم، ومنها برنامج دعم الأسر المستفيدة من الضمان الاجتماعي المطبق منذ 4 أعوام. وأضاف: "ما أعلن عنه سابقًا بخصوص دعم فواتير المتقاعدين الذين تقل رواتبهم عن خمسة آلاف ريال ورفع أسعار الوقود بشكل عادل ما زال في طور المناقشة والإقرار من المقام السامي والجهات ذات العلاقة"، وفق ما نشرته "الحياة" الخميس (11 سبتمبر 2014). وأكد الشهري مجدداً أن "دراسات الهيئة المستقبلية لخصخصة القطاع وتقسيمه ستقدم معلومات واضحة للدولة "الممولة" والمستهلك النهائي الذي سيعرف مسبقاً أن يدفع ماله في مقابل خدمة يحصل عليها بكفاءة عالية. وحذر الشهري من التحديات الكبيرة التي يواجهها قطاع الكهرباء في جانب النمو على الطلب والذي يفوق المعايير العالمية بمعدل سنوي يصل إلى 10%، لافتاً إلى أن النمو يحتاج إلى استثمارات كبيرة وسريعة ولا يمكن أن ينتظر، مضيفاً: "لن يستطيع قطاع الكهرباء الركون إلى دعم الدولة إلى الأبد". ومن أجل التغلب على صعوبات الطلب العالي على الكهرباء، قال الشهري إن وجود شركة واحدة تتحمل هذه الأعباء من الصعوبة أن تستمر إلى الأبد، ولا بد من وجود بيئة تنافسية في التوزيع وتقديم الخدمة. كما أوضح أن الهدف الرئيس لهيكلة قطاع الكهرباء هو مقابلة الطلب بكفاءة وتحسين الخدمة، "ودخول الاستثمار الأجنبي ممكن إذا سمحت له الجهات المختصة". وكشف محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج أنه يجري حالياً إنشاء أول خط كهرباء ل"التيار المستمر" من الرياض إلى جدة ينقل نحو 3000 ميغاواط، وهو الأول من نوعه، ويغذي مدينة كاملة، ويتوقع الانتهاء منه في 2017. وأفاد بأن الخط الثاني المزمع إنشاؤه من المدينة إلى تبوك ويهدف إلى ربط الشمال بالوسط، كما يخدم الربط مع مصر، مضيفاً: "هذا الخط في مرحلة البحث عن تمويل، فيما لا يزال خط ربط الرياضبجازان ومن جازان إلى جدة تحت الدرس". وسجل استهلاك الكهرباء في أغسطس أعلى مستوى له في تاريخ المملكة؛ إذ قفزت الأحمال الكهربائية الذروية يوم 31 أغسطس - بحسب مركز التحكم للنظام الكهربائي في المملكة - إلى 56.500 ميغاواط، بزيادة 7.7 % مقارنة بالأحمال الذروية المسجلة خلال صيف العام الماضي 2013.