جاء مشهد ذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي على يد أحد أعضاء تنظيم داعش ليحدث ارتباكًا في بريطانيا بشأن ذلك الشخص المقنع الذي قام بذبح فولي بلا شفقة. فقد أمسك جون السجان بالسكين ووضعها على رقبة الصحفي الأمريكي قبل أن يذبحه ويضع رأسه فوق ظهره، في مشهد مروّع هز العالم، زاعمًا أن هذا انتقامًا من الولاياتالمتحدة التي شنت ضربات جوية على داعش. واضطر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لقطع إجازته بعد أن عُرف أن منفذ عملية قطع رأس الصحفي بريطاني بسبب لكْنتُه الإنجليزية، وأعلن في وقت لاحق أن بلاده لديها معلومات تشير إلى أن منفذ عملية قطع الرأس ينشط في صفوف تنظيم داعش وذلك بعد شهادات من مخطوفين غربيين سابقين كانوا لدى التنظيم وأكدوا التعرف على صوت المنفذ. نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية السبت (23 أغسطس 2014) صور لثلاث بريطانيين يُشتبه في أن يكون أحدهم هو الإرهابي البريطاني الذي أصبح فجأة، واحدًا من أكثر المطلوبين في العالم، والذي يطلق عليه السجناء لقب "السجان جون"، كواحدٍ من ثلاثي "البيتلز" الذي يتولى مهمة حراسة الأجانب الأسرى في سجون داعش. والثلاثة المحتملين في العشرينات من عمرهم، ويعتقد أنهم متواجدون في محافظة الرقة السورية، أولهم يُدعى عبد الماجد عبد الباري (23 عامًا) مغني راب سابق من لندن: وثانيهما يُدعى أبو حسين البريطاني (20 عامًا) وهو يعمل بمجال القرصنة على الحواسيب من بيرمينجهام: وثالثهما يُدعى أبو عبد الله البريطاني (في العشرينيات من عُمره) من بورتسموث: وتعتمد المخابرات البريطانية على عشرات الخبراء بمكافحة الإرهاب، في محاولة لمعرفة هوية الإرهابي البريطاني، أما خبراء اللغة الذين حلّلوا الفيديو في محاولة لحلّ لغز "السجان جون"، فيعتقدون أنه ينتمي غالبًا لشرق لندن، أو من جنوبي شرقي المملكة المتحدة، من بيئة متعددة الثقافات، بحيث أن لغته الأم على الأغلب ليست الإنجليزية، وأنه واحدٌ من أكثر من 500 جهادي سافروا خلال الشهور الماضية من بريطانيا للالتحاق بداعش. ويبدو أن اختيار الأميركي "جيمس فولي" للفيديو من بين عشرات الأسرى الأجانب لم يكن عبثيًا، إذ أن "جيمس" لطالما حظي بمعاملة سيئة بشكل خاص من قبل "البيتلز"، وذلك بعد أن وجدوا في اللابتوب الخاص به صورًا لأخيه الجندي في القوات الجوية الأمريكية، بحسب شهادة لصحفي فرنسي كان أسيراً مع "جيمس" في السجن ذاته.