نظم النادي الأدبي بالرياض، محاضرة للدكتور أحمد درويش أستاذ الأدب والنقد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تحت عنوان "متعة تذوق النص الشعري التراثي". وأدار المحاضرة الدكتور بدر المقبل عضو الجمعية العمومية في النادي، أستاذ اللغة العربية في جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية بالرياض، بحضور جمع من النقاد والأدباء المعروفين يتقدمهم الدكتور معجب الزهراني، والدكتور عبد الله الوشمي، والشاعر حمد العسعوس، والدكتور عبدالله ثقفان، والدكتور عبدالرحمن العتل، وغيرهم. بدأ الدكتور درويش الحديث عن تأسيس القراءة النقدية المعاصرة للنص الشعري القديم، قائلا: "في مواجهة ما يسمى أحيانًا بالقطيعة مع التراث وهي نزعة ذات دلالات خطيرة تنتمي في أفضل حالاتها إلى التمرد السلبي، تبرز دعوة أخرى نحو القراءة النقدية المعاصرة للتراث، وهي نزعة تنتمي في أقل دلالاتها الأولى إلى دائرة التمرد الإيجابي". وأضاف أن الحديث يدور حول أنماط لقراءة التراث من بينها ما يُطلق عليه القراءة الماضوية، وهي ذلك النمط الذي يوجه كل عنايته لبعث النص التراثي واعتباره في ذاته نموذجًا أمثل ينبغي أن يقاس عليه النموذج المعاصر، وبقدر الاقتراب أو البعد تتحدد درجات الكمال أو النقص وتتضح بعض جوانب الخطورة في هذا التصور في بعض التأويلات الضيقة للنصوص الفكرية وعلاقاتها بمفاهيم التطور واصطدامها معها في كثير من الأحيان. كما تحدث "درويش" عن ثقافة قارئ النص، وكونها عاملا مهما في أخطاء النص الأدبي وحركة إنعاش متجددة ومجموعة من الرؤى التي يمكن أن يمنحها النص الجيد للقراءة، بعدها عرض لبعض النماذج الشعرية من التراث، مستهلا التحليل بأبيات من لامية العرب للشنفري، ومنها: وأغدو على القوت الزهيد كما غدا أزل تهاداه التنائف أطحلُ غدا طاويًا يعارض الريحَ هافياً يخوت بأذناب الشعاب ويعسلُ فلما لواه القوت من حيث أمّه دعا فأجابته نظائر نحّلُ