أعلنت شركة طيران الخليج، الناقلة الوطنية لمملكة البحرين، عن تمكنها من تخفيض الخسائر السنوية بنسبة 52 % والارتقاء بالأداء المالي للشركة وذلك بتجاوز الخطة المستهدفة للأداء المالي للشركة بتحقيق وفر في الميزانية بلغت نسبته 14.5 مليون دينار بحريني حسب استراتيجية إعادة الهيكلة للعام 2013. ويأتي تحقيق هذه النتائج التي تعد الأقوى خلال الأعوام الثمانية الماضية، بفضل الخطة الاستراتيجية التي تبناها مجلس إدارة شركة طيران الخليج، برئاسة معالي نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، والتي تم إطلاقها في ديسمبر 2012 وترتكز على إعادة هيكلة شاملة للشركة، وبالتالي وضع الشركة على المسار الصحيح لتخطو بثبات نحو الاستدامة التجارية على المدى البعيد. وفي هذا الصدد، أكد معالي نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس إدارة شركة طيران الخليج، الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة أن الوضع المالي لطيران الخليج، شهد طفرة إيجابية في العام 2013 عقب تنفيذ خطة إعادة الهيكلة المتوازنة بنجاح، الأمر الذي أدى إلى تحقيق الشركة أقوى نتائجها المالية على مدى الأعوام الثمانية الماضية. وتابع معاليه قائلًا: "خلال عام واحد فقط، وعلى الرغم من العمل وسط بيئة تشغيلية صعبة تميزت بارتفاع تكاليف الوقود، وإغراق سوق السفر الجوي بطاقة استيعابية زائدة من الطائرات الحديثة كبيرة الحجم، إلى جانب حالة عدم الاستقرار الاقتصادي، فإن ما تم تحقيقه يعتبر إنجازًا كبيرًا ومتميزًا، ويعود الفضل في ذلك إلى اللجنة التنفيذية لإعادة الهيكلة والإدارة التنفيذية للشركة والموظفين لالتزامهم الدائم وعملهم الجاد وجهدهم الكبير الذي بذلوه من أجل إيجاد ناقلة جوية وطنية فعَّالة ومستدامة تجاريًا تعمل لخير مملكة البحرين وشعبها". وفي معرض تعليقه، أوضح معاليه أن خفض الخسائر السنوية لشركة طيران الخليج قد تحقق عبر تنفيذ عدد من المبادرات الفعَّالة لتحقيق وفْر في التكاليف الرئيسة بلغت 28 % من خلال ارجاع بعض الطائرات وتخفيض رسوم تأجير البعض الآخر منها، وإغلاق ثماني وجهات سفر خاسرة، في مقابل افتتاح خمس وجهات سفر جديدة وزيادة عدد الرحلات إلى ثماني وجهات سفر قائمة عبر شبكة خطوطها الجوية الحالية، وترشيد نفقات الموظفين وتحسين الإنتاجية، علاوة على تحقيق المزيد من الوفر في التكاليف الذي تم من خلال إعادة التفاوض بشأن العقود سارية المفعول من خلال مراجعة أكثر من (2000) عقد مع موردي الخدمات الحاليين، هذا إلى جانب مواصلة الناقلة طوال العام الجاري 2014 العمل على تحسين أداء إدارة التكاليف بحكمة بالغة بهدف تحقيق المزيد من خفض الخسائر لما يقرب من نسبة 10٪ أخرى. وأضاف معالي الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة قائلًا: "كما تمكَّنت الشركة من إحراز أعلى مستوى للأداء، فيما يخص الإيرادات والذي تم عن طريق تنفيذ سلسلة من المبادرات التجارية التي كان لها مردود إيجابي واضح، فقد تخطَّت الشركة النتائج المستهدفة حسب الخطة الاستراتيجية لإعادة الهيكلة لعام 2013 والتي تم عرضها على أعضاء مجلس النواب الموقر في نوفمبر 2012 بتحقيق وفر في الميزانية بلغت نسبته 14.5 مليون دينار بحريني". على الصعيد التشغيلي، حققت شركة طيران الخليج إنجازًا غير مسبوق خلال العام 2013 بحصولها على أعلى مرتبة في الأداء في الوقت المحدد، والذي يعتبر عاملًا مهما بالنسبة إلى مسافريها، ومعززًاً للنتائج المتحققة. ولقد تم تصنيف الشركة من جهات عالمية محايدة في المرتبة الأولى بين قريناتها من شركات الطيران ذات الخدمات المتكاملة في منطقة الشرق الأوسط من حيث تسجيلها لمتوسط أداء سنوي في الوقت المحدد بنسبة 93 %، لتصبح بذلك الشركة الرائدة عالميًا في مجال الالتزام بالمواعيد. وحول هذا الموضوع، يقول سعادة وزير المواصلات رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة هيكلة طيران الخليج السيد كمال بن أحمد محمد: " لقد تجاوزت الشركة أداءها التاريخي من حيث النتائج التشغيلية، وأصبحت إلى جانب التزامها بالمواعيد، تقدم مستويات عالية من الخدمات المتطورة بعد أن تم تعزيزها بعدد من التحسينات المتواصلة على منتجاتها الخدمية سواء في الجو أو على الأرض". كما أشار سعادته إلى أن لدى الشركة الآن رؤية واضحة لهيكل التكاليف والنفقات المستقبلية، بالإضافة إلى أنها في وضع جيد لمواجهة التحديات المستقبلية، إلى جانب تعزيز نموّ وتطوُّر الناقلة الوطنية على المدى البعيد، ومن بين تلك التعزيزات ما تعكسه المبيعات التي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا كمؤشر على عودة الثقة في الناقلة الوطنية، بالإضافة إلى طاقة الدفع الجديدة التي أخذت تتولَّد لدى موظفي الشركة المخلصين. على صعيد متصل، ارتفع عائد شركة طيران الخليج من المسافرين بنسبة 14٪ أعلى مما كان عليه في العام 2012، الأمر الذي يعكس مدى نجاح عملية إعادة تنظيم شبكة الخطوط الجوية للشركة لتعزيز عملياتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المعروفة اختصارًا ب "مينا"، مع الحفاظ على نقاط الربط الاستراتيجية في أوروبا والشرق الأقصى والهند و باكستان. هذا بالإضافة إلى أنها تواصل تمييز نفسها عن منافسيها الإقليميين لتصنع لنفسها مكانة فريدة على المدى البعيد وسط بيئة تجارية بالغة التنافسية، مما جعلها تتبوأ مركز الريادة في الشرق الأوسط من خلال تشغيل واحدة من أكبر شبكات الخطوط الجوية الإقليمية. ولكي تتم عملية المواءمة بين السعة المقعدية التي توفرها طيران الخليج ومتطلبات شبكة الخطوط الجوية مع الأسطول الجوي للناقلة، أخرجت الشركة في العام 2013 عدد 14 طائرة من الخدمة، مما أدى إلى تحسن كبير في اقتصاديات تشغيل أسطول الشركة المؤلَف من 26 طائرة من طراز الأيرباص ذات السعة الصغيرة والكبيرة مجهزة بمنتجات ذات مواصفات عالية على متن الطائرة. وفي نهاية العام 2013، أصبح لدى الشركة أسطول طيران، تقل أعمار أكثر من نصف طائراته عن أربع سنوات، كما يبلغ المتوسط العام لعمر الأسطول بأكمله هو 5.7 سنوات، وهو متوسط يعتبر الأفضل في تاريخ طيران الخليج على مدى 64 عاماً مضت منذ إنشائها. وبالإضافة إلى تشغيل واحد من أحدث الأساطيل عمرًا في المنطقة، واصلت شركة طيران الخليج تنفيذ مبادرات رامية إلى تعزيز تجربة العملاء طوال العام 2013 سواء في الجو أو على الأرض. فقد أدخلت الشركة عددًا من المنتجات الجديدة خلال تلك السنة، بما في ذلك مجموعة جديدة من الأدوات المخصصة للعناية الشخصية على متن الطائرة من إنتاج "شوبارد" لمسافري درجة الصقر الذهبي، وتوافر الألعاب التقليدية ضمن برامج الترفيه والتسلية على متن رحلاتها في منطقة الشرق الأوسط. كما بدأت طيران الخليج في تحديث أسطول طائراتها من طراز A330 الذي يتم تشغيله إلى لندن وبانكوك، لتقدم لمسافريها مقاعد مسطحة بالكامل تتحول إلى أسرة للنوم في درجة الصقر الذهبي، بالإضافة إلى تجديد وتحديث الدرجة السياحية وترقية أنظمة الترفيه والتسلية بأكملها على متن هذا النوع من الطائرات. أما على صعيد الأمن والسلامة الجوية لعمليات التشغيل، فقد شهد العام 2013 إكمال طيران الخليج بنجاح متطلبات التدقيق العالمي الخاص بسلامة التشغيل الذي تجريه منظمة "الأياتا" المسمّى (IOSA)، حيث استوفت طيران الخليج متطلبات أكثر من 900 معيار من معايير السلامة الجوية العالمية المطبقة في ثمانية مجالات من مجالات تشغيل عمليات الطيران، التزامًا منها بتشغيل أسطولها الجوي حسب أعلى مستويات السلامة الجوية العالمية. وتابع سعادة السيد كمال بن أحمد محمد بقوله: "يجري حاليًا دراسة عدد من وجهات السفر الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا الشرقية وآسيا للوقوف على إمكانية فتح محطات جديدة في هذه المناطق بعد إجراء الدراسات المستفيضة للتأكد من الجدوى الاقتصادية لتشغيل تلك الخطوط. وعلاوة على ذلك، تدرس الشركة أيضًا عددًا من الفرص المحتملة لتوسيع أنشطتها التجارية، كما تخطط للدخول في اتفاقيات الشراكة بالرمز مع شركات الطيران الأخرى، الأمر الذي يبقي الباب مفتوحًا للانضمام إلى تحالفات الطيران العالمية التي من شأنها أن توفر أفضل الطرق والأساليب لربط مملكة البحرين أكثر بالعالم الخارجي". وبموازاة ما سبق، فإن شركة طيران الخليج ستعطي أهمية أساسية لتحسين معدلات رضا العملاء عن خدماتها ومنتجاتها من خلال مواصلة الاستثمار في هذه المجالات لتعزيز جميع جوانب تجربة المسافر على متن طيران الخليج لتأكيد أن ناقلتنا الوطنية مستمرة في مواصلة دعم مملكة البحرين في الداخل والخارج. وعلى درب التزامها المتواصل بتبنّي مبدأ الشفافية وتعزيز الأخلاقيات المهنية ، قامت طيران الخليج مع بداية العام 2014 بتعيين شركة "نافكس العالمية" التي تعتبر مؤسسة محايدة متخصصة في تلقي جميع البلاغات التي تتعلق بارتكاب أي تجاوزات أو مخالفات للأنظمة واللوائح المعمول بها في الشركة فيما يخص الجوانب المالية أو الإدارية ثم تقديم تلك التقارير بعد استيفائها والتثبت من وقوعها إلى مجلس الإدارة الذي بدوره يتولى إجراء التحقيقات اللازمة فيما يرد إليه من بلاغات لاتخاذ الإجراء اللازم. ومن المتوقع بدء العمل بهذا النظام في منتصف العام الجاري. وبالنظر إلى هذه النتائج الإيجابية لعملية إعادة هيكلة شركة طيران الخليج، قال القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لشركة طيران الخليج السيد ماهر سلمان المسلم: "لقد أدت عملية معالجة الوضع المالي للشركة إلى تخفيض فعلي لمتطلبات مصادر التمويل الذي تعتمد عليه الشركة في تشغيلها. إن وضع الشركة كأصل من أصول البنية التحتية المهمة لمملكة البحرين يقدم قنوات للعمل التجاري والمشاريع التجارية الهامَّة واللازمة للنمو الاقتصادي في المملكة، كما أن استمرار الشركة يساند الأنشطة التجارية في البحرين وخارجها ويساعد على إنعاش السياحة المحلية والتبادل التجاري، بالإضافة إلى أن طيران الخليج تتجوَّل بين دول العالم حاملة علم مملكة البحرين". كما أوضح ماهر المسلَّم في سياق حديثه أن مجلس الإدارة واللجنة التنفيذية والإدارة التنفيذية لطيران الخليج وموظفيها يعتبرون جزءًا لا يتجزأ من المنظومة المستمرة لتنفيذ استراتيجية إعادة الهيكلة والعمل على ضمان أن تستمر طيران الخليج في تأدية دورها المهم بالنسبة إلى المستقبل الاقتصادي والتجاري لمملكة البحرين. وأضاف المسلم قائلًا: "إن التطورات الهائلة التي سبقت الإشارة إليها تركت أثرًا طيبًاً لدى عملائنا، وذلك من خلال ردود الأفعال الإيجابية التي وردت إلى الشركة من عملاء الشركة التي يتم رصدها في التقارير السنوية التي تقيس رضا العملاء والتي تم من خلالها تسجيل تقدم بالغ الوضوح عبر انخفاض نسبة شكاوى العملاء في عام 2013 إلى 51% مقارنة بالعام 2012". أما قطاع الموارد البشرية، فقد شهد انخفاضًا في حجم القوى العاملة بنسبة 27 % خلال العام 2013، كما أكملت خلاله طيران الخليج بنجاح عملية إعادة تنظيم القوى العاملة بالشركة لتلبية متطلبات الأسطول الجوي الجديد وشبكة خطوطها الجوية وتنظيم الإجراءات الداخلية المنظمة للعمل داخل الشركة وتقديم مبادرات معينة لتحسين العمليات التجارية، الأمر الذي أسهم بدرجة كبيرة في تحسن كفاءة وأداء القوى العاملة. وعلى صعيد الاهتمام بالقوى العاملة الوطنية، أكد السيد المسلم أنه في ضوء إيمان الشركة والتزامها تجاه تطوير القوى العاملة الوطنية المتخصصة في مجال الطيران، قد تمكنت طيران الخليج من تحقيق نسبة بحرنة تصل إلى 65 % من مجموع القوى العاملة بالشركة، وهي نسبة تعد الأعلى في تاريخها. وإلى جانب أهمية توظيف المواطنين المؤهلين، فإن طيران الخليج لا تزال تحافظ على القوى العاملة متعددة الجنسيات التي تعكس وضع طيران الخليج كشركة طيران عالمية. يُشار إلى أنه تم تدقيق النتائج المالية المعلنة لشركة طيران الخليج للعام الماضي 2013 من قبل شركة المحاسبة والتدقيق المالي الدولية الشهيرة "آرنست و يونغ". الجدير بالذكر أن النتائج المالية للعام الماضي 2013 قد تم عرضها على المساهم خلال الجلسة الاعتيادية للاجتماع السنوي للجمعية العمومية للشركة حيث تمت الموافقة على هذه النتائج في حضور ممثل وزارة الصناعة والتجارة والمدقق الخارجي للشركة.