قال الداعية الموريتاني عبدالله بن بيه الذي كان يشغل منصب نائب الشيخ يوسف القرضاوي بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، إن العنف ليس طريقًا إلى الجنة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الشرر بدأ يتطاير في كل مكان، على حد تعبيره. وحض بن بيه، على ضرورة إيجاد حلول بعيدة عن العنف لقضايا الجهاد والأمر بالمعروف، مستغربًا من وجود من قال إنه "يرتاح لما يحصل من سفك دماء"، كما انتقد ما جرى في الثورات العربية، وما رافقها من "تخريب وتدمير وقطع للأرحام". وبحسب "سي إن إن" بالعربية، قال بن بيه، في كلمته التي خصصها لبحث قضية التجديد الفقهي: إن العصر "متغير" وكذلك "العالم والخريطة" داعيًا بالتالي إلى إيجاد حلول لقضايا هذا العصر من سياسية واقتصادية واجتماعية، والنظر في قضايا مفاهيم "الجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والسلطة، ومفهوم الدار، أي دار الإيمان أو الكفر، ومفاهيم جديدة اقتصادية واجتماعية، كالمرأة المتعلمة" وضرورة وجود وصي لها. وأضاف بن بيه أن "نخبة" من العلماء "اتحدت لتدارس الحلول المناسبة لعصرنا" مضيفًا: "بعد الثورات أصبح السؤال أمامنا.. ماذا يحدث وقد حصل ما حصل؟.. تخريب وتدمير وقطع للأرحام وقتل للبشر والقدرة على ذلك". وتابع بن بيه بالقول: "حدثت انشقاقات أيديولوجية من طهران إلى لبنان.. هل ما حدث من انشطارات وتفجيرات هو ما يجب أن يحدث أم كان يجب إيجاد الحل عبر مقاربات أخرى؟"، مضيفًا أن هذه الأسئلة دفعته إلى الطلب من "الفلاسفة والنخبة المثقفة لإنتاج مشروع حتى لا ننتظر المرور بما مرت به أوروبا 200 سنة، وكي لا نعيش فكر من يروج أن التدمير يؤدي إلى التعمير"، وفقًا لما نقلت عنه الإذاعة الموريتانية الرسمية. ورأى بن بيه أن "التنازل، وقيم الإسلام (الحكمة والعدل والمصلحة) غابت عن الجميع" متسائلا: "هل هذه الدماء التي تسيل من الحكمة؟ قد تجد شخصًا مرتاحًا لما يحدث، وهذا أمر غريب، فهل ذلك الذي قتل مرتاح؟ ونحن نريد أن نحيي هذه القيم التي حث الإسلام عليها، نحيي فقه الصلح والتنازل". وأضاف رجل الدين الموريتاني البارز: "الحسم الآن ليس ممكنًا لوجود أسلحة تبيد البشرية، ووجود إعلام أشد من السيف، فأصبحت السلمية ليست سلمية، لأن الشرر يتطاير منها، في هذه المؤتمرات لم نصل إلى جواب لكل الأسئلة، وننوي إقامة لجنة حكماء من الأمة الإسلامية توضح أن العنف ليس طريقًا للجنة، ويجب على الفقهاء تبيين أن طريق الجنة هي السلام والمحبة في الله" على حد قوله. يُذكر أن بن بيه كان قد شارك مطلع مارس الماضي في مؤتمر بالعاصمة الإماراتية، أبوظبي، لتشكيل هيئة فكرية إسلامية جديدة تحت اسم "مجلس حكماء المسلمين" هدفها "تعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية". ورأى البعض أن الخطوة تهدف إلى إيجاد إطار عالمي لمواجهة ما يعرف "بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" الذي يرأسه القرضاوي، وكان بن بيه، نائبه السابق، قبل أن يستقيل احتجاجًا على مواقف الاتحاد المقرب من جماعة الإخوان المسلمين.