واصلت الجمعية الجغرافية الخليجية اليوم الخميس لليوم الثاني، جلسات لقائها الرابع (الجغرافيا ودول مجلس التعاون: آفاق واهتمامات)، التي أقامتها الجمعية بتنظيم من إدارة جامعة الملك عبدالعزيز بمناسبة اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية 1434ه/ 2013م، في المدينةالمنورة. وقد عقدت الجلسة الأولى برئاسة الدكتور أحمد خادم بن طوق من قسم الجغرافيا بجامعة الإمارات العربية المتحدة بالعين، وبدأت بورقة للدكتور ناصر بن عبدالله الصالح من قسم الجغرافيا بجامعة أم القرى بمكةالمكرمة، وكان عنوانها (حوادث المرور بمدينة مكةالمكرمة: رؤية جغرافية متجددة). وفي مستهل ورقته قال الصالح: "لقد أثبتت الدراسات أن الحوادث المرورية تشكل أحد معوقات التنمية في المملكة العربية السعودية، مثلها مثل بقية دول العالم، كما أنها أكثر الظاهرات المجتمعية إهدارًا للقوى البشرية والإمكانات المادية، ولها نتائج سلبية حادة على النواحي الاقتصادية والاجتماعية والنفسية لأي مجتمع، وتعتبر مدينة مكةالمكرمة أحد أهم المدن في المملكة؛ إذ يعيش فيها أكثر من مليون نسمة كإقامة دائمة ويرتادها ويقصدها طوال العام ملايين المعتمرين والحجاج من كافة بقاع العالم". وأشار الصالح إلى الحوادث المرورية في المدينةالمنورة، من حيث أسبابها، ونتائجها، وآثارها، مع التركيز على حوادث دهس المشاة وخصوصية مواقعها وذلك خلال السنوات العشر الماضية، واعتمد الباحث في الدراسة على الإحصاءات والمعلومات والبيانات المتوافرة بإدارة مرور مكةالمكرمة، وتقارير وزارة الداخلية، والبحوث السابقة وغيرها. وفي الورقة الثانية والتي جاءت تحت عنوان (جغرافية الجريمة بين العمال الضيوف في دولة الإمارات العربية المتحدة) ، قال فايز محمد العيسوي من جامعة الإمارات بالعين، إن دراسته تهدف إلى إبراز دور العمال الضيوف في إحداث تغيرات ديموغرافية واضحة في مجتمع الإمارات، إضافة إلى دراسة تطور أعداد ومعدلات جرائمهم وفقاً للجنسية، ووفقًا لمجال إقامتهم جغرافيا، والتركيز على بعض أنواع الجرائم السائدة مثل جرائم التسلل، والمخدرات، والجرائم الواقعة على المال، وجرائم التعدي على الأشخاص، كأمثلة لأشهر الجرائم المنتشرة بين الوافدين، منوهًا إلى أن أنواع الجرائم الأربع السابقة تتفاوت مكانيًا من إمارة لأخرى، وفقًا للملامح الجغرافية الطبيعية والبشرية لكل إمارة. عقب ذلك ألقى الدكتور محمد إبراهيم رمضان ونورة بنت محمد العمري من قسم الجغرافيا بجامعة الدمام ورقة عمل عنوانها (الأبعاد الجغرافية لمنظومة نقل المياه المحلاة في المملكة العربية السعودية) حيث أشار الباحثان إلى أن شبكات المرافق العامة وتجهيزات البنية التحتية تعد من أهم العناصر التي يقاس بها مستوى التحضر، كما يُعد نقصها من أهم معوقات التنمية الاقتصادية للمدن والقرى على حدٍ سواء، مؤكدين ما شهده قطاع مياه الشرب بالمملكة من تطور كبير ارتبط بجودة المنتج وقيمته السوقية. وألقى الدكتور نظام عبدالكريم الشافعي من قسم العلوم الإنسانية بجامعة قطر ورقة بحثه بعنوان (جغرافية صادرات دولة قطر من الغاز الطبيعي)، قائلاً: "بعد سنوات من اتخاذ القرار باستغلال الاحتياطيات الضخمة لحقل الشمال من الغاز الطبيعي، بدأت ملامح خريطة الصادرات القطرية منه تتسع لكي تشمل جميع القارات ولكن بدرجات متفاوتة، وقد استطاعت قطر إزاحة عدد من دول العالم لتحل محلها، وبذلك أصبحت أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم بحجم يقدر بنحو 77 مليون طن سنويًا"، وعرف العرض العلمي أولا بالحقل الذي يحوي غازًا طبيعيًا حرًا، وبكميات مؤكدة بنحو 25 تريليون متر مكعب، لتصبح قطر ثالث أكبر دولة في العالم من حيث الاحتياطي بعد كل من روسيا وإيران، والذي بناء عليه اتخذ القرار باستغلاله بشكل مناسب عبر دراسات مستفيضة بالتعاون مع الخبراء الدوليين، وكذلك اعتماد مراحل التطوير والانتاج". كما ألقى الدكتور إبراهيم عبدالفتاح طلبة ورقة عمله المعنونة ب(شبكة الطرق والشوارع وحركة النقل في المشاعر المقدسة بمدينة مكةالمكرمة)، حيث استعرض أثر دخول قطار المشاعر المقدسة ضمن منظومة النقل بالمشاعر المقدسة ، كما رصد فيها أهم النتائج ومشكلات شبكة الطرق التي توصل إليها وبعض المقترحات والتوصيات التي يأمل الباحث أن تفيد متخذي القرار في المدينة وتسهم في حل بعض المشكلات التي تواجه شبكة الطرق والشوارع بهذه البقعة المباركة. وفي جلسة موازية تابعة للجلسة الأولى رأسها الدكتور عبدالله بن ناصر الوليعي من قسم الجغرافيا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، طرحت عددا من أوراق العمل، ألقى الورقة الأولى الدكتور رمزي بن أحمد الزهراني من قسم الجغرافيا بجامعة أم القرى بمكةالمكرمة، وكان عنوانها (نظم المعلومات الجغرافية النوعية: قراءة أولية)، مشيرًا إلى العلاقة الوثيقة التقليدية بين نظم المعلومات الجغرافية والتحليلات المكانية الإحصائية، حيث يوجد العديد من البرامج المخصصة لهذا الهدف، ضمن معظم برامج نظم المعلومات الجغرافية المختلفة، ومنها على سبيل المثال آرك تول بوكس Arctool box في آرك إنفو ArcInfo، موضحًا أن التحليلات الوصفية النوعية Qualitative Descriptive Analysis لم تحظ بنصيب كبير في برامج نظم المعلومات الجغرافية، غير أنه ظهر مؤخرًا عدد من الدراسات والمشاريع البحثية التي تؤطر لمنهجية تستوعب هذه التحليلات النوعية ضمن نظم المعلومات الجغرافية، وتوسيع دائرة تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية، لتشمل أكبر عدد ممكن من المستفيدين والتطبيقات في مختلف الاتجاهات، وأوضح الدكتور الزهراني إلى أن الدراسة تهدف إلى تقديم عرض يوضح إمكانات تحقيق استفادة علمية منهجية متبادلة بين كل من البحث النوعي ونظم المعلومات الجغرافية. كما ألقت كل من الدكتورة عواطف الشريف الحارث والدكتورة هيفاء أحمد الأحمد من قسم الجغرافيا بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ورقة عمل تحت اسم (مراقبة التغير في الغطاء النباتي بالمدينةالمنورة باستخدام تقنية الاستشعار عن بعد)، حيث أشارت الباحثتان إلى أن دراستهما تهدف إلى مراقبة وتحليل التغيير في الغطاء النباتي بالمدينةالمنورة باستخدام تقنية الاستشعار عن بعد بالاعتماد على بيانات القمر الصناعي SPOT.