أعلنت رابطة العالم الإسلامي عن عزمها فتح مكتب لها في تركيا بعد الحصول على ترخيص رسمي من السلطات الرسمية في الجمهورية التركية، على أن تسعى رئاسة الشؤون الدينية في تركيا في الحصول على الترخيص.. جاء ذلك في الاتفاقية الموقعة بين الطرفين أمس في أنقرة خلال الزيارة التي يقوم بها الوفد الإسلامي إلى تركيا، والتي وقعها عن الرابطة أمينها العام الدكتور عبدالله التركي، وعن الشؤون الدينية في تركيا رئيسها الدكتور علي سرداق أوغلي. وتضمنت الاتفاقية التي جاءت في 13 مادة على أن تسعى الرابطة إلى تسهيل قبول عشرة ممن ترشحهم رئاسة الشؤون الدينية لتعلم اللغة العربية في معاهد وجامعات المملكة، وإيفاد المدرسين لتدريسها في الكليات الأهلية في الجامعات التركية، وتزويدها بمقررات ومناهج تعليم العربية لغير الناطقين بها، وقبول خمسة من خريجي الكليات والمرشحين من رئاسة الشؤون الدينية في معهد إعداد الأئمة والدعاة في مكةالمكرمة. وتضمنت الاتفاقية عدة مجالات للتعاون بين الطرفين، أهمها: تبادل المعلومات لمناشط المواقيت وتحديد رؤية الأهلة، دعم المؤسسات الإسلامية والخيرية، تنظيم المؤتمرات والندوات والدورات التأهيلية للأئمة والدعاة، تبادل الآراء لخدمة العمل الإسلامي، وتنظيم اللقاءات الدورية بين العلماء والخبراء المسلمين ومسؤولي الهيئات الإسلامية لمعالجة القضايا الإسلامية، تبادل المطبوعات والبحوث والدراسات الإسلامية والمناهج والخبرات والبرامج العلمية والمعلومات المتعلقة بمشروعات الدعوة والدعاة والأئمة والمدرسين، وتبادل الخبرات في خدمة القرآن الكريم والسيرة النبوية والتعريف بالإسلام ونشر منهج الاعتدال. وكان الوفد الإسلامي قد التقى في أنقرة وزير الدولة التركي الدكتور فاروق جليك، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تركيا الدكتور محمد بن رجاء الحسيني، وزار مقر وقف الديانة التركي، واجتمع مع أساتذة وطالبات وطلاب جامعة أنقرة. وطالب الدكتور عبدالله التركي طلبة الكلية بالتفقه في الدين، والإعداد للمستقبل الشرعي العلمي، بأن يصبح كل منهم باحثا أو أستاذا شرعيا أو فقيها، مشيراً إلى هذا لا يتحقق إلا بقراءة كتب وسير العلماء السابقين، لتكون لدية خلفية بالتراث العلمي الإسلامي في العصور السابقة، والنهل من المعاصرين. وأكد الدكتور عبدالله التركي أن طلب العلم الشرعي يختلف عن طلب العلم في المجالات الأخرى، فهو دين ووحي من الله تعالى، وليس مجرد ثقافة وزيادة معلومات. مضيفا: "نحن لسنا أمة همها الكسب المادي أو التغلب على الآخرين، إنما نحن أمة منفتحة على الآخر"، مشيراً إلى أننا أمام حملات تشويه الإسلام والتخويف منه، علينا أن نطبق سماحة الإسلام عمليا لا نظريا، حتى تعرف الشعوب الأخرى أن الإسلام ليس دينا إرهابيا كما تروج لذلك بعض وسائل الغربية. كما أقام مفتي أنقرة حفل عشاء في قلقة استرقون التاريخية تكريما للوفد الإسلامي، الذي التقى أمس مفتي استانبول الدكتور مصطفى جاغرجي، وزار مسجد ومكتبة السليمانية، ويجتمع يوم غد في استانبول بأساتذة وطلاب كلية جامعة مرمرة، والمعهد العالي للإفتاء، ويزور مركز الدراسات الإسلامية، ومركز الأبحاث والتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي. من جانبه عبر معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي عن شكره لمعالي وزير الدولة التركي على ما لقيه وفد الرابطة من استقبال وكرم ضيافة وأوضح أن رابطة العالم الإسلامي حريصة على التعاون مع المؤسسات في تركيا خاصة في المجالات التي تتعلق بالتعاون الإسلامي وإظهار حقيقة الإسلام وقضايا الوحدة الإسلامية وأكد معاليه أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله حرص على الاهتمام بقضايا الحوار وإشاعتها في مجالات عديدة وحيث أن تركيا لها تاريخها الحضاري الإسلامي وعلاقاتها العالمية ومن الأهمية بمكان أن يكون هناك تعاون مع المؤسسات الإسلامية التركية في هذه القضايا و خاصة ما يتعلق بمبادرة خادم الحرمين الشريفين في قضية الحوار مؤكدا أن خادم الحرمين الشريفين حريص كل الحرص على جمع كلمة المسلمين وعلى التقليل من الجوانب السلبية والخلافات وان لا تؤثر على وحدة المسلمين في إظهار حقيقة الإسلام الصحيحة أمام العالم الأخر الإسلام المعتدل الإسلام الذي يريد الخير للبشرية أجمع. حضر الاستقبال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تركيا الدكتور محمد بن رجاء الحسيني ونائب رئيس الشؤون الدينية التركي الدكتور محمد كورموز، عقب ذلك قدم معالي الأمين العام للرابطة هدية تذكارية بهذه المناسبة فيما قدم وزير الدولة التركي هدية ممثلة لمعالي الأمين العام للرابطة. الله ينصر دينه يارب ويكتب الخير للأسلام والمسلمين