يتقدم الزمن ونفقد الكثير من صور الانسانية في مجتمعاتنا وكل جيل يتباهى بانعدام انسانيته مع الانسان او حتى الحيوان اكثر من الجيل الذي قبله. قيم اسلامية انسانية كان من المفترض ان نعلم ابنائنا التمسك بها في زمن أصبحت المفاهيم والمبادئ تتخبط في مهب الريح. الانسانية هي اساس المجتمع الصحي وقد لا تكون الانسانية مكتسبة بقدر ما تكون بذرة تولد مع الانسان وتنمو معه خلال حياته ف رحمة حيوان ضعيف أو مساعدة شيخ كبير أو حتى فقط الشعور بالألم مع الشعوب المنكوبة كلها صور لأبسط أنواع الانسانية التي قد يفتقر لها البعض في هذا الزمن. نعم قد لا نستطيع ان نخلق في نفوس الاخرين الانسانية ولكن نستطيع ان نروي دواخلهم بها حتى تبتل مساحات الجفاف فيها ب تعويدهم على المساعدة عن طريق الاشتراك بأعمال تطوعية تقرب لهم فئات من المجتمع قد لم يكونوا يروهم من قبل بهذا القرب فيشعرون بهم ويتعايشون معهم حتى يشعرون بجمال ان تكون انسان بحق. وأيضا عن طريق تذكريهم بأن ديننا هو الدين الوحيد الذي نادى بالإنسانية في جميع مراتبها وأشكالها و بالقيام بها نأجر عليها فيكون نفعها في دنيانا وأخرتنا. قد تختلف مراتب الانسانية من ابسطها ازالة اذى عن طريق الاخرين الى اعمقها التفكر والبحث عن كل وسائل المساعدة والبذل لكل محتاج لها في كل مكان. تمسكنا بأبسط تلك المراتب تعطي امل لمستقبل تكون فيه الاجيال القادمة اكثر تمسك وحرص على تحقيق الانسانية والمبادرة بنشرها. مجتمعنا اليوم اصبح يفتقر لجوهر حياة الانسان ف بعض أطفالنا أصبح يتفنن في ضرب الحيوان أو ايذاء غيره دون أي توجيه من ذويه وقد لا تكون الملامة كلها ملقاة على الاطفال اذا كان بعض البالغين يقومون بنفس تلك الافعال الغير مسئوله وبذلك يعطون الضوء الاخضر لمن يقتدي بهم بالقيام بنفس الافعال. مجتمعنا مسؤوليتنا وأبنائكم مسؤوليتكم فازرعوا القيم الانسانية فيهم حتى لا تتحول الانسانية الى مقبرة للأجيال القادمة.. ندى العمير