يطلق أهالي إقليم نجد وماجاوره من اﻷقاليم والنواحي عبارة جرت مجرى اﻷمثال في وصفهم من تدور حوله الشبهات أو من توجه إليه أصابع اﻻتهام بحكم العادة ، ﻻ لشيء سوى أنه ارتكب خطأ قد نال جزاءه فيما مضى فصار متهمآ بغيره باستمرار ، يقولون : فلان شعرته حمراء ، وقد تكون مكانة ذلك الشخص الاجتماعية الضعيفة مسوغآ للمحيطين به إلصاق آثامهم به ، أو كرههم له جعله في مرمى عبثهم . وهذا الحال ينطبق تمام الانطباق على واقع المجتمع مع جهاز من أجهزة الدولة ، له ماله وعليه ما عليه ،شأنه في ذلك شأن الجهات اﻷخرى وهو هيئة اﻷمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، تلك الهيئة التي أخذت على عاتقها القيام بشعيرة من شعائر اﻹسلام التى كتب الله ، سبحانه وتعالى ، بسببها الخيرية لهذه اﻷمة ،وحسدتنا عليها دول الجوار . ولكن المنافقين والذين في قلوبهم مرض ومن يحب أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لم يرق لهم هذا اﻷمر ، ﻷنه يحول بينهم وبين ما يشتهون ، ولذلك كانوا ومازالوا وسيظلون في سعيهم الحثيث في النيل من تلك الهيئة وأعضائها بإعلامهم المغرض ، أملآ في الحد من نشاطها وتقزيم حجمها ليخلو لهم الجو ليفعلوا ما يطيب لهم وقت ما يشاؤون , فعند أي حادثة يكون طرف الهيئة فيه افتراضيآ ، نرى الذين في قلوبهم مرض من بعض منتسبي اﻹعلام يسارعون في مطالبتهم بالحد من صلاحياتها وترك الناس وحالهم قبل إتمام التحقيقات ومعرفة الملابسات التي غالبآ تبرىء ساحتها وساحة أعضائها من أي تبعات ، بينما إنجازات الهيئة وحمايتها للفضيلة ومحاربتها للرذيلة لا تعد شفيعآ للوقوف بجانبها والاعتراف بفضلها ... ياترى ؛ متى تجتث هذه الشعرة الحمراء من رأس هذه الهيئة الشامخة التي زرعها وتعهدها من ناصبها العداء بجهله وحمقه وقلة عقله ودينه ؟ متى يا ترى ؟ سليمان علي النغيمشي