بقلم: مجدي المقبل تطل علينا هذه الأيام ذكرى اليوم الوطني, بما تحمله هذه الذكرى من عبق التارخ وعظمة وعبقرية الرؤية الثاقبة للملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – في استشراف المستقبل للمملكة العربية السعودية, حيث اهتم ووضع الأسس المتينة للمؤسسات والقطاعات, ما ساعد على بناء الدولة الفتية القادرة على التطور ومواكبة التطوير عالميا, منذ أن اختار الملك عبد العزيز يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى 1351ه، الموافق 23 سبتمبر (أيلول) عام 1932، يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية. لقد أصبحت المملكة مثلاً يحتذى ونبراساً يقتدى به في التطور والنمو في مختلف الميادين العلمية والاقتصادية والثقافية والحضارية بفضل من الله عز وجل ومراعاة ملوك وأمراء الأسرة الحاكمة لشرع الله, والعمل من أجل الاستقرار ودعم المواطن السعودي بخلق مناخ صالح لإطلاق المشاريع الوطنية, والاستثمارات الكبرى والمتوسطة والتي تمد المجتمع بسبل الرفاهية, وتوفير ملايين من فرص العمل أمام شباب الوطن, ولنا أن نفتخر بما وصلت إليه المملكة من مكانة جعلتها بين مصاف الدول الكبرى اقتصاديا, ولما لها من قدرة على اتخاذ القرار في مختلف القضايا الداخلية والخارجية تفاعلا مع الأحداث العالمية. لقد استمرت مسيرة العطاء منذ وحد الملك المؤسس - رحمه الله – هذه البلد, وما قدمه أبنائه حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث شهدت المملكة في سنوات قلائل قفزات حضارية لا مثيل لها في جميع المجالات وحققت في فترة وجيزة ما حققته دول في مئات السنين، ولعل ما حققته المملكة في المجال الاقتصادي والتعليمي والأمني لأكبر مثال حي في اللحظة الراهنة على حجم العطاء والإخلاص, ما جعلها الدولة الأكبر في محيطها الإقليمي اعتمادا على ما حققته من استقرار ورخاء وتنمية. واعتمدت المملكة في إطار نهضتها الحضارية والاقتصادية على الإنسان السعودي حيث أولته رعاية كبيرة على المستوى التعليمي وبذلت جهودا كبيرة لتأهيله وتدريبه في مختلف المجالات إذ وفرت المدارس للتعليم الأساسي في كافة المدن والقرى, كما كانت الجامعات العملاقة والمؤسسات التعليمية المتخصصة، وبرامج الابتعاث الخارجي إيمانا منها بأن الاستثمار في الإنسان هو أعظم استثمار. كما لا نستطيع إغفال ما قدمته المملكة للأمة العربية والإسلامية من خدمات عظيمة, حيث أولت منذ نشأتها الإسلام والمسلمين اهتمامها وعنايتها فعمرت مساجد الله وبيوته في أنحاء الأرض مبتدئة بالحرمين الشريفين اللذين شهدا في عهد الدولة السعودية أعظم توسعة لها عبر كل العصور فأصبح الحج إليها في غاية اليسر وسخرت لزوار البيت الحرام والمسجد النبوي كل الإمكانيات كما شرعت بعد ذلك في طبع كتاب الله لتوزع منه عشرات الملايين من النسخ مجانا وبمختلف اللغات. إن عظمة ما قدمه الملك المؤسس لهذا الوطن, وما قدمه أبناؤه من عطاء في ظل تحديات عالمية يحتاج إلى الكثير من التأمل لنتعرف على عبقرية الرجال في حفظ الوطن وتوفير سبل الاستقرار والرخاء, ولا نملك في هذه الذى العطرة إلا أن نتقدم لخادم الحرمين الشريفين بأصدق التبريكات, وللشعب السعودي الكريم خالص التمنيات بمزيد من الرخاء. بقلم: مجدي المقبل