كلنا تابع ما حدث مؤخراً من اعتداء على سيارة الحكم الدولي عبد الرحمن العمري و تهشيمها من قبل قلّة عابثة من الجمهور ، عقب اللقاء الذي جمع فربق الاتحاد بالوحدة ضمن مباريات الدور الثاني من دوري زين لهذا الموسم . و قد قوبل هذا الحدث باستياء على مستوى الشارع الرياضي ، بل و على مستوى الشارع العام ، و الكل استنكر هذا التصرف و شجبه . كما تابعنا ردة فعل سمو الرئيس العام لرعاية الشباب ، و الذي أمر فوراً بمباشرة التحقيق في الموضوع ، و تعهّده بالمتابعة الشخصية . و هي نفس ردة الفعل كانت لسموّه نحو ما حدث من اعتداء في وقتِ سابق على منزل الحكم الدولي مطرف القحطاني . و هذا ليس بمستغرب على سموّه ، إذ أنه هنا يستشعر المسؤولية الملقاة على عاتقه ، باعتباره المسؤول الأول في المنظومة الرياضية ، و عليه حماية و حفظ حقوق كل من يعمل تحت مظلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب ، و الاهتمام بشؤونهم و شجونهم . و إذا ما قارنّا ذلك بما يحدث من اعتداءات شخصية على المعلمين و سياراتهم الخاصة ، نجد فرقاً كبيراً في ردود الأفعال ، سواء من قبل المسؤولين في وزارة التربية و التعليم ، أو من قبل الشارع العام ! . حيث أن مثل هذه الاعتداءات باتت و كأنها مناظر مألوفة لدى الكثيرين ، لدرجة أأنها أصبحت توثّق بالصوت و الصورة و تُعرض على مواقع التواصل الاجتماعي ، و تُذيّل بالكثير من التعليقات التي تتضمّن الازدراء و السخرية من المعلم ، بل و مجموعة منها تشجّع على مثل هذا السلوك المشين ! . و للأسف .. لم نسمع أو نقرأ يوماً ما أن سمو وزير التربية و التعليم قد تصدّى لأي من هذه الاعتداءات و أمر بالتحقيق في ملابساتها ، أو تعهّد بالمتابعة الشخصية من قبل سموّه ! و في المقابل نجد التعاميم التي تكفل حماية الطلاب و منع معاقبتهم جسدياً أو معنوياُ تصل إلى المدارس بين كل فترة و أخرى ، و تتضمّن التحذير و التوعّد بإيقاع أشد العقوبات و الجزاءات الرادعة على المعلمين المخالفين لذلك . و هنا لا ننكر على الوزارة ق حماية الطلاب ، و التوجيه باستخدام الأساليب التربوية في معالجة سلوكياتهم ، بل هي خطوات إيجابية و هذا ما ينبغي أن تقوم عليه تربية النشء . كما أننا لا ننفي وجود فئة من المعلمين يسيؤون إلى هذه المهنة العظيمة ، و لكنهم و لله الحمد قلّة لا تكاد تُذكر .. و في الوقت نفسه نجد الميدان التربوي يزخر بأعداد كبيرة من المعلمين التربويين الذين يقدّرون مهنة التعليم ، و يحرصون على أداء رسالتهم بكل أمانة و صدق و تفان . و السؤال هنا : أين هي وزارة التربية و التعليم من حماية هؤلاء المعلمين و حفظ حقوقهم ؟! . عطيه السهيمي