الساحة السعودية هذه الأيام أشبة بساحة عامة يتنافس فيها عدة فرق لمحاولة السبق ، وتسجيل عدد من النقاط من أجل الوصول للقمة والسيطرة على ميول الجماهير وبالتالي توجيهها . ونلاحظ أن أبرز فريقين يتنافسان على الزعامة في هذه الساحة هما : فريق الفضيلة ، وفريق الاختلاط . تعريف سريع بهذين الفريقين : أولاً / فريق الفضيلة : فريق عريق له تاريخ طويل ، وله جذور ممتدة في أعماق التاريخ ، وكانت له الصولة ، والسيطرة في الميدان ، ويحظى هذا الفريق بشعبية جارفة تؤازره في كافة منازلاته .ولا يوجد في صفوف هذا الفريق لاعبين أجانب فهو يلعب بلاعبين محليين وخطط محلية ، وقد تربع على الزعامة في هذه البلاد بدون أي منافسة طيلة السنوات السابقة ، إلا أن مستواه تراجع في هذه السنة بشكل مقلق ومخيف وبدأت تظهر علامات الاستفهام على جماهيره . ثانياً / فريق الاختلاط : فريق حديث النشأة وهو فريق عنيد لا يسأم ولا يمل ، وهو ليس من الفرق الجماهيرية حيث أن جماهيره قليلة جدا ، ولم يسبق له الحصول على الزعامة ، يغلب عليه اللعب بأدوات كثيرة ، ويستعين في صفوفه بلاعبين أجانب ، ويعتمد على الخطط التكتيكية الأجنبية بالدرجة الأولى ، وقد انضم إليه في الآونة الأخيرة لاعبين متنفذين أقوياء مما جعله يتطلع للقمة في هذه السنة . وبعد التعريف بالفريقين ننتقل لمجريات سير المباراة التي تجري هذه الأيام بين هذين الفريقين ، ونقدم تحليلاً بسيطاً لما يجري على أرضية الملعب ، حيث نعيش هذه الأيام مباراة قوية جداً ، بل نعيش صراعات محتدمة بين هذين الفريقين من أجل الوصول إلى تسجيل أهداف ، تساعد أطراف النزاع للوصول للقمة ، والتأثير في المجتمع . هذا الصراع يدور بين فريق الاختلاط الذي يحاول فرض الاختلاط ، وتسجيل أهداف تعزز موقفه وتدعم مشروعه ، وبين فريق الفضيلة الذي يحاول منع الاختلاط ، وصد التغريب ، وعدم التفريط بزعامة الفضيلة . والمتابع لهذه المباراة ، أو هذا السجال بين الفريقين يلاحظ أن فريق الاختلاط متقدم على فريق الفضيلة بعدة أهداف ، نتيجة تعاون أفراد فريقهم وحماسهم وإصرارهم على هزيمة الفضيلة . وقد اعتمد مدربهم على اللعب الجماعي ، والتخطيط البعيد ، والسرعة في تبادل المراكز، ومباغتة الخصم ، وقد ظهرت قوتهم بعد تدعيم صفوفهم بلاعبين نافذين ، واستعانتهم بخطط أجنبية تسمى ( الوصف بالارهاب ) بالإضافة إلى الدعم المادي اللامحدود لهذا الفريق . وتكمن قوة هذا الفريق في خط الهجوم ، حيث يملك خط هجوم نافذ ، وكاسح يعتمد على قرارات صارمة تتجاهل الدفاع وتخترق العمق ، وتخلخل النسيج . ومما عزز من تقدم فريق الاختلاط ذلك الدفاع المتهالك من فريق الفضيلة ، والانسحاب إلى الوراء أمام سيل الهجمات ، وانعدام الجرأة في الهجوم ، والاكتفاء بالتسديد من مسافات بعيدة ، والاعتماد على الهجمات المرتدة القليلة الغير مجدية ، فلم نرى لهم أي اختراق من العمق ، مع انعدام فاعلية الأجنحة نتيجة للمراقبة اللصيقة ، والتضييق على تحركاتهم ، مما مكن فريق الاختلاط من السيطرة على أرض الملعب سيطرة كاملة حتى تكاد تكون المباراة من طرف واحد ، على الرغم أن المباراة تقام على أرض فريق الفضيلة ، وبين جماهيره . مما يعاب على أفراد فريق الفضيلة ، الاتكالية ، والتردد في الهجوم ، وعدم التجانس ، وانعدام القائد المحوري الذي يخشاه الخصوم ، وقلة اللاعبين النافذين في صفوفه . ومن المؤكد أن كون كبار أعضاء فريق الفضيلة محترفين ( أي رسميين ) فإن هذا قلل من خطورة الفريق وأصبح من السهولة اختراقه والسيطرة عليه ، فالاحتراف الرسمي لم ينجح لدى فريق الفضيلة . حيث ثبت أن اللاعبين المحتسبين أفضل أداء من المحترفين . ونتيجة لهذا المستوى المتردي من فريق الفضيلة يجب على إدارة الفريق تدارك الوضع والتدخل لحماية الفريق من التدهور ، يجب أن يكون لديهم رأس حربة جريء يستطيع الاختراق من العمق ، وأجنحة سريعة لا تعبأ بالمراقبة ، ولا تقبل بالتضييق ، كما يجب السيطرة على وسط الملعب ، وعدم ترك فراغات يتحرك من خلالها الخصوم . والمتابع للمباراة يلاحظ تحيز الحكم ووقوفه بجانب فريق الاختلاط بشكل فاضح ، ويلاحظ عدم العدل في إدارة المباراة ، وهذا لا يبرر الهزيمة لفريق الفضيلة ، فتخاذلهم ، ورضاهم بالأمر الواقع هو السبب الأول لهزيمتهم . صالح علي الضحيان