في العام الماضي سافرت إلى مانيلا مرتين على متن الخطوط السعودية على طائرة بوينج 747 التي منعت من دخول الأجواء الأوروبية والأمريكية فهي تعد من الطائرات القديمة الغير آمنة . أرسلت عدة ملاحظات إلى إدارة الخطوط السعودية ولكن للأسف كان الرد دائماً (اعتذار وأنه تم تحويل الأمر إلى الجهة المختصة وسوف نرد عليك ) وينتهي الأمر عند هذا . في يوم الأربعاء 16/1/2013م وعند الساعة 2:50 دقيقة صباحاً على الرحلة رقم 868 المتجهة إلى مانيلا كان موعد سفري على الطائرة العجوز وكان كلي أمل أن الخطوط السعودية بادرت بتغيير الطائرة أو صيانتها وإعادة ترميمها لتناسب رحلة مدتها 9 ساعات تقريباً . ولكن للأسف عند الصعود إلى الطائرة العجوز وجدتها كما هي لا تغيير شاشات لا تعمل ولا يوجد أي وسيلة من وسائل الترفيه ولكني في هذه المرة تجاوزت كل هذه المشكلات فقد جلبت معي جهاز لوحي وقد وضعت فيه عدة أفلام ومجموعات موسيقية متجاوزاً مشكلة تعطل شاشات الطائرة . كان عدد الركاب ضخم والطائرة ممتلئة عن بكرة أبيها بقينا داخل الطائرة الساعة الأولى دون أن يتحدث لنا أحد وبدأ القلق يساور الركاب الذين يتساءلون ماذا يحدث ؟ لماذا طائرتنا رابضة على المدرج حتى الآن ، وبعد مرور الساعة الثانية تعالت الأصوات داخل الطائرة ووجوه بعض الركاب تحمر وتصفر وتخضر كنت اجلس في مقعد خلف كابينة الكابتن وأشاهد ما يحدث هناك خلل ومهندسين وكابتن الطائرة أو مساعدة يخرج ثم يعود ويقول لا يمكن أن نقلع ، وقال لي عندما سألته عما يحدث حرفياً (ارجعوا بيوتكم ما فيه رحلة الطائرة فيها عطل) وخرج ثم عاد مرة أخرى ومعه مجموعة من الأشخاص داخل الكابينة ثم ذهبوا ولبس هو بدلته وفي يده حقيبة وعدت وسألته نفس السؤال وكان الرد نفس الرد وبعد قليل جاء مضيف قال لنا عليكم مغادرة الطائرة هناك خلل فسألته وهل هناك رحلة أو لا قال الكابتن غادر فقد ضمن حقه بخارج الدوام بعد مرور الساعتين وغير مبالي ، ولا توجد طائرة بديلة الآن غادروا للخارج وعليكم الانتظار . مرت الساعة تلوا الساعة والركاب في الصالة أمام البوابة ينتظرون ذهبنا إلى كاونتر علاقات المسافرين وقالوا لم يصلنا أي شئ حول رحلتكم حتى الآن عليكم الانتظار وبدأت الشائعات كل مضيف يأخذ اشخاص على جنب يقوله لهم "قصة" مختلفة واحد المضيفين قال لي إذا كنت من سكان الرياض فأنت محظوظ أذهب إلى بيتك وتعال بكرة بعد صلاة العشاء الساعة الثامنة قلت له أعطني ورقة أو أي شئ يثبت كلامك فلم يتجاوب وغادر كان منظر غير حضاري أطفال ونساء يفترشون الأرض والبرد قارص في تلك الليلة ولا يوجد أي موظف يستطيع أن يرد علينا فكل من تقابلهم من موظفي الخطوط السعودية يقول ليس لي علاقة بالأمر ، وعند الصباح الساعة 7 صباحاً طفح كيل الركاب خاصة السعوديين وقررنا التجمع والتوجه إلى كاونتر علاقات المسافرين وارتفعت الأصوات فالجميع مرتبط بأعمال ومواعيد وكان رد الموظف ليس لدي أي معلومات وكل ما استطيع قوله عليكم بالانتظار أو الذهاب إلى بيوتكم وإلى من خارج الرياض ينتظر قليلاً سوف نقوم بتأمين مسكن له ، طلبنا ورقة رسمية تذكرة بديلة أو كرت صعود طائرة جديد ولكن لا أحد يتجاوب وبعد قليل حضر موظفان من الخطوط السعودية وقالوا من يرغب بالسكن في الفندق لحين تأمين رحلة غداً فليأت لكي نقوم بإلغاء ختم الخروج ثم نتوجه إلى الباص الخاص بنقلكم إلى الفندق ذهبنا معه وفي طابور تم عمل ختم دخول ووصلتني رسالة من نظام وزارة الداخلية لقد تم دخولك إلى السعودية علماً بأن هذه الرسالة وصلتني قبل سويعات تقول لقد تم خروجك من السعودية .. ذهبنا إلى الباص وكان البرد شديد في ذلك الصباح ومكثنا داخله لمدة نصف ساعة ننتظر اكتمال العدد وتم نقل بعض المسافرين وفي سؤال فضولي لموظف الخطوط السعودية وماذا سوف تفعلون لمن لديهم خروج نهائي من الأجانب قال ليس لدي حل لهم ولن يسمح لهم بمغادرة المطار ! تحرك الباص وانطلقنا في رحلة معاناة أخرى فلم يكن الفندق المخصص لنا هو فندق المطار بل فندق "قصر الستين" في شارع الستين 40 كيلوا تقريباً في باص متهالك أكثر من الطائرة وكان بعض الركاب يقول "باص مناحي" وفي زحام الرياض الشديد وصلنا الفندق الأقل ما يقال عنه موتيل وكان الموظف بالاستقبال شديد العصبية في مزاج غير طبيعي اخذ جوازاتنا وقال الاتفاق مع الخطوط السعودية أن يكون كل اثنين أو ثلاثة في غرفة ! من يريد يتفضل ومن لا يريد ليس لدي أي حل آخر له فجاء رجل سعودي معه عائلة لم يتمكن من ركوب الباص المكتظ بالشباب واخذ "تكسي" خاص وطلب من الاستقبال تسديد قيمة المشوار فرفض الموظف وتهكم وقال النظام لدي الباص وبس فمن لا يركب بالباص يدفع قيمة المشوار من وإلى المطار ، أصبح الكل يتحدث هناك فوضى بالفندق موظف استقبال واحد بعد ساعة تم إنهاء إجراءات دخولنا للغرفة "ثلاثة" أشخاص في غرفة واحدة كل يتوسد أغراضه الخاصة فنحن لا نعرف بعضنا البعض . نام كل منا والحزن يعم الجميع والصمت سيد الموقف ، وبعد أن نهضنا لأداء صلاة الظهر نزلنا للمطعم الذي يقدم أسوء أنواع الغداء في بوفيه مفتوح لا يليق بمستوى وسمعة الخطوط السعودية . حيث خرج البعض لطلب الأكل من الخارج . طال الانتظار في بهو الفندق وكان هناك اختلاط نساء ورجال طلبت من موظف الاستقبال النظر بأمر الاختلاط فكان رده وماذا تريدني أن أفعل المطعم والبهو لا يمكن فصلها ورحلتكم قريبة أنتظر.. عند الساعة الثالثة جاء الباص وقال لنا موظف من الخطوط السعودية الاقلاع إلى مانيلا الساعة الخامسة تفضلوا للباص ذهبنا إلى الباص نحن شباب سعوديين وجدناه لا يأخذ أكثر من عشرين شخص والطابور يصل إلى أكثر من 100 شخص فقررنا كل 4 اشخاص يأخذون تكسي وفعلاً هذا ما حدث وانطلقنا إلى المطار ونفس الإجراءات سراء بالجوازات وختم مرة أخرى ورسالة نصية ثالثة تقول تم خروجك من السعودية وتوجهنا إلى البوابة وكان هناك منظر مهيب عشرات الركاب لا يزالون يفترشون الأرض من ليلة البارح أطفال ونساء ورجال ينامون في منظر لا إنساني ، وانتظرنا إلى الخامسة وتم الإقلاع بنفس الطائرة أو طائرة مشابهة لها وكنا نتمنى طائرة جديدة أو مناسبة ولكن هي نفسها الطائرة العجوز لا شاشات ولا مقاعد مريحة والخدمة سيئة ، بعثت برسالة من أرض المطار قبل الإقلاع إلى الخطوط السعودية أطالبهم بالتعويض عن ما لحق بي من خسائر مادية ومعنوية فقد حجزت في الفندق غرفة بقيمة 790 ريال لليلة الواحدة ورفض الفندق إلغاء الليلة الأولى وقد دفعت قيمة المواصلات والأكل بالمطعم والأهم العامل النفسي والتعامل اللا حضاري من قبل موظفي الخطوط السعودية حيث قال لي موظف بالمطار عندما سألته من المسئول عما لحق بنا من ضرر (قال حرفياً روح لخالد الملحم) ، والحمد لله وأنا في مانيلا وصلتني رسالة بريد الكتروني من الخطوط السعودية تقول (نعتذر) نفس الرسالة السابقة يتم طباعتها وإرسالها لكل من يشتكي ونفس الرسالة تم تحويل شكواك إلى الجهات المختصة ! والبارحة عدة من مانيلا على نفس هذه الطائرة العجوز التي يتم توجيهها إلى مانيلا فقط فنوعية المسافرون إلى مانيلا ليسوا من البشر في نظر الخطوط السعودية .