أحزنتني ردود الفعل للمواطنين بعد أن أعلن مجلس الوزراء الميزانية العامة للدولة للعام المالي الجديد 1434/ 1435ه، التي تعد من أكبر الميزانيات المالية في تاريخ المملكة،وتقدرالإيرادات في الميزانية الجديدة بمبلغ 829 مليار ريال،حدد النفقات العامة بمبلغ 820 مليار ريال.،ويقدرالفائض في الميزانية بمبلغ 9مليارات ريال. رغم ذلك سمعت صدى صوتهم يقول لم تبهرنا أرقامها ربما لأننا نسمعها في كل عام ونسمع تضخم ميزانية الدولة ولكن خطوات تقدمنا بطيئة ،نسمع تباشير الخير وأننا في أحسن حال ولكن مازال حالنا معلق بين الفقر والغنى ،نرى ملامح الفرح على وجه المسئولين بالخير القادم أول العام ثم نرى بؤس المحتاجين أخر العام فنحتار من نصدق ، عذراً وطني لسنا ناقمين ولا حاقدين ولا محرضين ولكننا معاتبين فهذه الأرقام مهما كانت قيمتها كبيرة لم تعد تبهرنا فالقيمة الحقيقية التي تبهرنا عندما نرى إحصائيات تفيد بزيادة أرقام السعوديين اللذين يمتلكون سكناً يأويهم بعيداً عن الإجارات ونمتلكها ونحن في مقتبل أعمارنا وليست تلك المساكن التي لا نسكنها إلا بشق الأنفس وبعد أن يكسو الشيب روؤسنا ،ويبهرنا عندما تقضي ميزانيتنا على الفقر الذي لحق بالشعب فأصبح الموظف ذو الدخل المتوسط وكأنه من ذوي الدخل المحدود ،وخاصة مع هذا الغلاء الذي تعيشه بلادنا والعالم أجمع وتقل أرقام المديونين اللذين أرهقت كاهلهم الديون وأرقام المحتاجين والمتسولين ،يبهرنا عندما ترتفع أرقام التوظيف وتقل أرقام البطالة ،ويبهرنا عندما ترتفع رواتب الموظفين والمستفيدين من الضمان الإجتماعي والمتقاعدين ،تبهرنا عندما تمنح للمطلقة والأرملة منزل يحميها من الإذلال وليس منحها قطعة أرض لاتسمن ولاتغني من جوع ،يبهرنا تعليمنا عندما تستوعب جامعاتنا جميع طلابنا وتخرج لنا شباب مؤهل من جميع الجوانب الأكاديمية والنفسية،ورحمة الطلاب بالتعليم العام من كثرة الطلبات التي أرهقة أولياؤهم ،يبهرنا مستشفياتنا عندما تذلل كل الصعوبات أمام مرضانا ويجدوا أسرة شاغرة فيها ،فزيادة الميزانية لم ينتج عنها إلاتقليص عدد أسرة مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالجوف من سعة 500سرير إلى 300سريرفهذا جزاؤنا بعد 14عاماً من الإنتظار لهذا المشروع رغم ماتشهده المنطقة من كثافة سكانية ومالنا إلا أن نقول كما قال الشاعر (كل ماقلت هانت جد علمٍ جديد) ،ويبهرنا المصانع إذا أنشأت في كل شبر من بلدنا وكسبنا فرص عمل جديدة مع إنتاج محلي نتفاخر فيه بين الدول أسوة بكل الدول المتقدمة ،يبهرنا أشياء كثيرة تصب في مصلحتنا لايسعني سردها في مقال ولكن للأسف مازالت أحلام بمسلسل حياة المواطن السعودي ،ولكن أهم شيئاً يبهرنا إذا قلة أرقام المفسدين في بلدنا و يكفي أن نقول لكل مسئول كما قال الملك عبدالله لاعذر لكم ولو شئتم لجعلتم بهذه الميزانية الضخمة الأحلام تصبح حقيقة. أختكم هناء سعود