بعض من بني آدم لديهم قدرات مبهرة وأساليب نادرة واستراتيجيات متقنة في دفن إنسان حي وذلك بدفن أفكاره وآراءه وإبداعاته وتطلعاته وتقدمه ، فهؤلاء هم خريجو جامعة ( مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى ) ، وهم غير قابلة للانقراض ما دام أساطير القرون الحجري مسيطرة على عقولهم وأفكارهم كالسرطان . ونحن نعيش في زمن انفجرت ثورة المعلومات والمعرفة وتبادل الاقتراحات والدراسات والبحوث والاختراعات في فضاء فاق العقول البشرية من غزارة المحتويات وكثافة المخزونات فلم يبقى إلا تحريك إصبع يظهر لك كل ما تريد من معرفته واقتنائه واكتشافه في أقل جهد وأسرع وقت . إذ لا بد لنا أن نعي وندرك تمام الإدراك بأن " رُبّ سامع أوعى من مُبلّغ " ومع ذلك لا يستغنى عن توجيهات صادقة وملاحظات مدروسة ونقد بناء نابع من قلب محب يريد إيصال رسالة تحوي دفع العجلة إلى الأمام دون حقد ولا حسد . ولو نظرنا إلى إنجازات الشرق وتقدم الغرب نجد حتما أبجديات التحفيز والتشجيع تحتل القائمة الأولى بغض النظر عن توجهاته وانتماءاته ، لأهميتها في غرس روح المحبة والمنافسة الشريفة التي تمجد جانب التميز والتألق ، لأن النفس البشرية تتطلع دوما إلى من يسانده ويؤيده لبلوغه نحو الهدف . فيا أسياد الماضي أفيقوا فقد حان الوقت للأخذ والعطاء دون تحجير وتقليل وتشئيم من شأن الآخرين ، فقطار الحاضر أسرع وأنبل وأجدر بالتجاوز على هفوات وفجوات الطريق لقوة التمعن وبعد النظر لمجريات الحياة . إلى اللقاء .. زكريا مولوي سعيد حسين [email protected]