قبل يومين صادفت بأحد الأصدقاء القدامى وتجاذبنا بالأحاديث الماضية وانتهت اللقاء وكان جُل حديثه أي 85 % استحوذها كلمة ( أنا )، فسألت نفسي هل هذه الكلمة أنفلونزا جديدة أصاب القوم، وأنا لا أدري مثل أنفلونزا الطيور (وأنت ماشي). ولو تمعنا النظر، ودققنا (شوية بس) نرى حتى المثقفين والمتعلمين، والذين يحملون الدرجات العلمية العليا، لم يسلموا منها فكيف بعامة الناس “نسأل الله العافية والسلامة للجميع”. يظن بعض من البشر إن كثرت استخدامها في أحاديثهم، أو رواياتهم يدل على قوتهم وشجاعتهم، وأنهم يكونون محبوبين لدى الآخرين، ويستدلون بقولهم إنهم لا يقولون إلا الحقيقة، متناسين أن غيرهم يشمئزون من (أنا) لأنها أقرب إلى ضد الصدق، مثل دارج بين ألسنة الناس من قديم الزمان (اللي يمدح نفسه كذاب). أعتقد أن هذا المثل ينطبق على من يعجب نفسه أكثر من اللازم (أي بلا حدود). ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء فهذه الأنفلونزا يمكن علاجها بكل يسر وسهولة، وفي فترة قصيرة جداً، ولا يحتاج إلى أطباء متخصصين لا من الغرب ولا من المريخ (فقط) تطبيق التعاليم الشريعة الإسلامية في التحدث مع الآخرين. جدة – المملكة العربية السعودية [email protected]