أصبحت الأخطاء الدوائية مشكله تستحوذ على الاهتمام العالمي لأن لها عواقب وخيمة على صحة المرضى ' ولكن المشكله الأسوأ من ذلك هو أن المعلومات المتوفرة عن الأخطاء الدوائية في منطقة الشرق الأوسط (15 دوله) تعتبر قليله جدا مقارنة بالدول الأخرى. لقد قمت بعمل مراجعه لجميع الدراسات المنشوره في المجلات علميه وكذلك المنشوره في قواعد البيانات حتى شهر أكتوبر لعام 2011 م والتي تهتم بما قدم وما نشر عن الأخطاء الدوائية في منطقة الشرق الأوسط وماهي أنواع تلك الأخطاء ونسب حدوثها' وكذلك أهم العوامل المسببه للأخطاء الدوائية في بلداننا الشرق أوسطيه. تمحور البحث حول تلك النقاط السابقه وخلص إلى بعض النقاط الهامه لتلك الدول وللممارسين الصحيين وكذلك للمرضى. من ذلك البحث تم استخلاص 45 دراسة فقط تهتم بالأخطاء الدوائية أجريت في عشر دول من أصل 15 دوله هي مايمثل دول الشرق الأوسط بمعدل 4 دراسات من كل دوله. كانت 20 (44%) دراسة تهتم بالأخطاء الدوائية في كتابة الوصفه للمريض و 12 (27%) دراسة كانت تهتم بالأخطاء بالأخطاء الدوائية في عملية إعطاء الدواء بواسطة العاملين (التمريض) للمرضى المنومين داخل المستشفى ، وكانت النسبه المتبقية 13 (29%) دراسة ركزت على تدخل الصيدلي في منع أو تقليل حدوث الأخطاء الدوائية. كانت نسبة الأخطاء الدوائية في كتابة الوصفه الطبية تتراوح بين 7% إلى 91% من الوصفات بينما كانت نسبة الأخطاء الدوائية في تناول أو إعطاء الأدوية للمرضى المنومين تتراوح بين 9% إلى 80% من الأدوية المعطاة. ومن ذلك أيضا فقد تبين لي أن نسبة الدراسات التي أجريت على الأطفال كانت لاتتجاوز 20% من إجمالي تلك الدراسات بالرغم من أن جميع الدراسات العالميه خلصت إلى أن الأطفال يتعرضون للأخطاء الدوائية ثلاث أضعاف مايتعرض له البالغين وذلك لأسباب عامه في التركيب البيولوجي لأجسامهم وكذلك للأسباب تتعلق بصناعة الأدوية. كذلك أيضا خلصت الدراسة إلى أن الدراسات التي عرفت في هذا البحث كانت قليله في عددها وكذلك نوعية تلك الدراسات كانت أقل بعد أن قمت بتطبيق معايير تستخدم في تقييم دراسات الأخطاء الدوائية عالميا، حيث أن معظم تلك الدراسات لم تحدد خطورة تلك الأخطاء على صحة أو حياة المرضى، كذلك تبين لي أنه لم يتم تعريف أي دراسة تهتم بالأخطاء الناتجة عن صرف الأدوية من قبل الصيدلي. كما أستنتج من هذه الدراسة أيضا إلى أن من أهم أسباب حدوث الأخطاء الدوائية خاصة الأخطاء الدوائية المصاحبه لكتابة الوصفه هو عدم الإلمام التام بالمعلومة الدوائية من قبل الطبيب المعالج وكذلك أيضا لدى الممارس الصحي المكلف بإعطاء الدواء للمرضى المنومين. وبناء على هذه النتائج فقد تم وضع بعض الاقتراحات والنصائح ومنها: _ أهمية زيادة الوعي المعلوماتي الدوائي بين العاملين في المجال الطبي وكذلك المرضى بحكم دورهم الهام في العمليه العلاجيه. _ تحسين الأداء والاهتمام بتدوين ودراسة الأخطاء الدوائية حال حدوثها. _ تكثيف التعليم والتدريب من النواحي العلميه للأطباء وكذلك جميع الممارسين الصحيين في المعلومات الدوائية. _ كذلك العمل على إجراء دراسات ذات نوعيه تتوافق مع المعايير المطبقه على الدراسات العالميه في هذا المجال. كتبه/ زايد السلمي باحث في مجال الأخطاء الدوائية