تعتبر شجرة النخيل الشجرة الأولى في المملكة , لارتباطها بعاداتنا وتقاليدنا وقيمنا الاجتماعية التي توارثناها , مما جعل للنخيل نظرة تقدير خاصة في المملكة , لذلك اعتبرت شعاراً لها وتجسيداً عملياً لمكانتها ولتآلفها مع البيئة المحلية. حيث لا تخلو مزرعة أو استراحة أو حديقة أو شارع من النخيل , وتعتبر النخيل من أكثر النباتات تكيفاً مع بيئتنا لتحملها درجات الحرارة المرتفعة والجفاف والملوحة بمستويات عالية لا تتحملها الأشجار الأخرى , ولذلك تم استخدامها في الحدائق العامة والخاصة و في مجال التشجير في الجزر الوسطية والجانبية للطرق و استخدمت في التشجير في الجامعات و غيرها .. ونظرا لأهميتها اقتصاديه كمصدر للغذاء وقيمتها في التنسيق لتجميل الشوارع والميادين للصفات التي تتمتع بها , ويتم اختيار النخيل المراد زراعتها والتي تصلح للغرس في الشوارع والميادين وفق شروط معينه. وتغرس في مواقع مخصصة لذلك , وتلك العمليات تكلف أموال باهظة.. وبعد الغرس يتم الإهمال بكيفية التعامل مع هذه الشجرة , من أجل ذلك يجب علينا أن نوضح السلبيات والممارسات الخاطئة التي تمارس في حق النخيل لعلها تؤخذ في الاعتبار لتفاديها . الإهمال هنا ليس بعدم الري ولكن بطريقة الري التي تترك للعمالة دون إشراف من المختصين حتى أصبحت أشجار النخيل في شوارعنا و حدائقنا وجامعاتنا ومياديننا بمنظر سيء للغاية وخصوصا جذوعها المتأثرة من المياه والتي أصبحت مهدده بالإصابة الحشرية نتيجة لعدم إبعاد الماء عن جذع النخلة التي تسبب جروح . و لذلك يجب إبعاد الماء عن جذع النخلة بمسافة 50 –60 سم وذلك بوضع ردم ترابي حول الجذع بارتفاع 50 سم وبعرض 50 - 60 سم وبشكل مخروطي مائل لإبعاد المياه عن الجذع لمزيد من انتشار الجذور مما يساعد على زيادة تغذية النخلة وتقويتها بدلا من التلف الملاحظ على جذوع النخيل وتلك المسافة العازلة تساهم أيضا بالحد من الإصابة بالآفات الحشرية من خلال المحافظة على سلامة جذع النخلة و التي من أهمها سوسة النخيل الحمراء التي تعتبر من أخطر الآفات الحشرية التي تصيب أشجار النخيل والتي تأتي خطورتها من أنها تدمر وتقتل أشجار وفسائل النخيل . والضرر الرئيسي لحشرة سوسة النخيل الحمراء تتسبب به أساساً يرقات هذه الآفة , حيث تحفر هذه اليرقات في جذع النخلة لتتغذى وبشراهة على الأنسجة الحية , محدثة أنفاقاً في جميع الاتجاهات لتشمل كل الأجزاء الداخلية من الجذع وبذلك تصبح النخلة سهلة الكسر إذا ما تعرضت لرياح قوية , أي إن الإصابة بهذه الآفة تؤدي في النهاية إلي موت النخلة. يكون دخول هذه الحشرة للنخيل عن طريق الجروح التي تحدثها عملية التقليم أو تلك التي تحدثها حشرات أخرى . بينما ما هو حاصل بأشجار النخيل في شوارعنا ومياديننا وحدائقنا وداخل جامعاتنا هو بسبب الإهمال وترك العمالة تتصرف كيفما تشاء بناء على معرفتها وخبرتها القاصرة . فالاستخدام الخاطئ لوسائل الري تتضح نتيجته على جذوع النخيل التي أصبحت ألان بحاجه للتدخل السريع قبل أن تصل إليها الآفات الحشرية م.مشعل بن كحيل