لا إله إلا الله .. كم لله من حكمٍ وأسرار في خلق المنافقين ودعاة التغريب ، قال سبحانه ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ) ، كم لله من حكمٍ وأسرار في ظهور كلمة المنافقين في الصحف والمجلات على كلمة أهل الإيمان ، قال سبحانه ( وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ) ، كم لله من حكمٍ وأسرار في استبدادهم بالأمر والنهي ، قال سبحانه ( ليميز الله الخبيث من الطيب ) . ( الأيادي الغربية !! ) وما أدراك ما الأيادي الغربية ؟ هم شرذمة من البشر اتخذهم الغرب الكافر وسيلة لنشر ثقافاتهم المنافية لتعاليم الإسلام ، وهم من يسمى في مصطلح العصر ( العلمانيين واللبراليين ) . إن الإعجاب بحضارات الغرب الكافر والانبهار بزخرفها وبهرجها يسري في أصحاب النفوس الضعيفة من أمثال هؤلاء ، وما ذاك إلا لتعلقهم بهؤلاء الغرب ، قال سبحانه ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) . ولذلك تجدهم في كتاباتهم على الصحف والمجلات يشيّدون بحضارتهم المدنية القائمة على الحكم بغير ما أنزل الله والتبرج والسفور ، بل إنك لتجد منهم من يعجب بقوتهم العسكرية ، ويثني عليها ثناءً حتى تظن أنه واحد منهم ، قال سبحانه ( فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ) ونسي ضعيف النفس أنه لا يمثل بالنسبة إليهم مثقال ذرة من الأهمية إلا أنهم اتخذوه يداً ووسيلة لتمرير مخططاتهم التغريبية ، ولو حصل لأحد هؤلاء الضعفاء مصيبة في نفس أو مال واستنجد برؤسائه من دعاة التغريب لم يجد عندهم شيئاً ، قال سبحانه ( والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كيفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه ) وقال سبحانه ( لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتِلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولّن الأدبار ثم لا ينصرون ) . قال سماحة الوالد العلامة ابن باز رحمه الله عن هؤلاء الدعاة الذين تعلموا في بلاد الغرب وجاءوا لينشروا الثقافات الغربية في البلاد الإسلامية ، قال : ( وهؤلاء بعد إكمال دراستهم وعودتهم إلى بلادهم وتسلمهم المناصب الكبيرة في الدولة أخطر من يطمئن إليهم المستعمر بعد رحيله ، ويضع الأمانة الخسيسة في أيديهم لينفذوها بكل دقة ... إلخ ) ج 1/386 الفتاوى . وإذا أردت أن تعرف شيئاً من صفاتهم وعباراتهم فاقرأ مقالاتهم في الصحف والمجلات ، فهذا يطالب بحرية الاختلاط بين الجنسين ، وآخر يطالب بقيادة المرأة ، وثالث يفرح لقرار دخول الشباب في المجمعات التجارية ، ورابع يطالب في الرياضية البدنية للبنات في المدارس ، وخامس يسخر بأهل الدين ويسعى في إسقاطهم وتحريض الولاة ضدهم ، وسادس يطالب بتقليل المناهج الدينية في المدارس ، وسابع ممن نصب نفسه للشهرة أو انطوى عليه الأمر يطالب بعدم إغلاق المحلات التجارية وقت الصلاة ... إلخ ، قال سبحانه عنهم ( ولتعرفنهم في لحن القول ) ولقد صدق ابن القيم رحمه الله في النونية عندما وصفهم بالذباب فقال : ( لا تخش كثرتهم فهم همج الورى وذبابه أتخاف من ذبان ) . يقول سماحة العلامة ابن باز رحمه الله في مقال فضح فيه شيئاً من مخططاتهم ، ويذكر أهداف الغزو الثقافي الغربي والشرقي ( وأهدافه تتلخص في إيجاد مناهج دراسية على صلة ضعيفة بالدين ، مبالغة في الدهاء والمكر والتلبيس ، ركز فيها على خدمة أهدافه ونشر ثقافته وترسيخ الإعجاب بما حققه في مجال الصناعات المختلفة والمكاسب المادية في نفوس أغلب الناس ، حتى إذا ما تشربت بها قلوبهم وأعجبوا بمظاهر بريقها ولمعانها وعظيم ما حققته وأنجزته من المكاسب الدنيوية والاختراعات العجيبة _ لاسيما في صفوف الطلاب والمتعلمين الذين لا يزالون في سن المراهقة _ اختارت جماعةً منهم ممن انطلى عليه سحر هذه الحضارة لإكمال تعليمهم في الخارج في الجامعات الأوربية والأمريكية وغيرها ، حيث يُواجهون هناك بسلسلة من الشبهات والشهوات على أيد المستشرقين والملحدين بشكل منظم ، وخطط مدروسة ، وأساليب ملتوية في غاية الدهاء والمكر ... إلخ ) ج1/385 . أيها العلماء الصادقون المخلصون .. يا كل غيور على دين الله وحرماته .. أبشروا فإن الله جاعل لما يحدث فرجاً ومخرجا ، ولكن علينا بالصبر والتقوى فإنهما زاد المؤمن ، قال سبحانه ( وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون محيط ) ، وتذكروا أن هؤلاء القوم قد لبسوا ثياب الذل ! قال سبحانه ( إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين ) . يا أصحاب الأقلام النقية ، يا أصحاب الأقلام المؤمنة بوعد الله ، الله الله بجهادهم بأقلامكم ، واثبتوا فإن النصر لمن صبر ساعة ، فإن كنتَ كاتباً فشن الغارة متمسكاً بالهدي النبوي في كتاباتك ، واعلم أن للقوم مقاتل ونقاط ضعف ، وإن كنتَ خطيباً فالكل آذان صاغية ، وإن كنتَ ذا علم فعلّم الجاهل حقيقة القوم حتى لا تنطوي عليه خدعهم وتلبيسهم ، وإن كنتَ ذا عبادة فالدعاء الدعاء فليس شيء أكرم على الله من الدعاء ، وإن لم يفتح الله عليك بشيء من هذه القربات فصاحب من اتصف بها من أهل الدين والصلاح والخير وأحبهم ، فإن المرء يحشر مع من أحب . وإن ضعفنا عن مواجهتهم بالكتاب والسنة ولم نصبر فقد قال سبحانه ( وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) . نسأل الله بمنه وكرمه أن يوفق ولاة أمرنا _ حفظهم الله _ لردعهم وكبتهم ، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته إنه سميع مجيب . صالح بن محمد الطامي