لم أحاول الإفتاء من قبل, ولن أحاول، ودائماً ما أردد ( لا تفتي ومالك في المدينة) فعلماؤنا أطال الله بأعمارهم كفونا هم الإفتاء، وغالباً ما تكمن خطورته وصعوبته في المسائل التي لم يرد فيها نص صريح والتي تحتاج إلى عالم متخصص ولهذا لدي سؤال !!! اختبار هيئة التخصصات الطبية وهو الأصعب والأشهر على مرّ ( تاريخ الاختبارات) "وعندنا واجد منها" اختبار "قدرات" و"تحصيلي" و"قياس" الخ , طبعاً الاختبار ( محلّ هذا السؤال ) (هو الشهير) لأنه يحصد النسبة الأعلى حيث تقدر رسوم التسجيل بالهيئة لأول مرة ب 850 ريال إضافة إلى مبلغ 350 ريال لصالح اختبارين آخرين ، ولم أسمع إلا ما ندر عن طالب اجتازه من أول ( نظرة),وفي حال أخفق في هذه المرحلة فإنه ملزم بدفع مبلغ 600 ريال لإعادة الاختبار و350 ريال مقابل اختبارين آخرين, فإذا اجتازه؛ أموره "بالنور" ما عليه سوى أن ينتظر سنوات ربما يتوظف وربما لا وغالباً يطول وإذا لم يجتازه (أموره) "بالتنور" حيث سيدخل في نفقين أثنين عمقين (التدريب المعكوس ) و(التحديث المعروف بطرد السراب ) نشرحها لكم : النفق الأول : (التدريب المعكوس الغريب) وهو يتم تدريب الطلبة على الاختبار بعد رسوبه ثلاث مرات لمدة أربع شهور (طيب ليه ) ما يتم تدريبهم قبل دخول (الاختبار الأول ) حتى لا تكثر الصدمات الاختبارتية ولا يتكلف الطالب جهد مال ووقت (عشان كذا) يسمى التدريب المعكوس أما (ليه ما يتم تدريبه قبل الاختبار بصراحة مدري). النفق الثاني : (التحديث أو بما يعرف طرد السراب) وهو تحديث الأسئلة كل فترة وآخرى حتى إذا حاول الطالب حفظ الأسئلة أو إتقانها يتم تحديثها بنسبة اختلاف 90% وكأن الطلبة يطاردون السراب من (عاد يطول السراب) . أما (ليه يتم التحديث بصراحة مدري). وإن أخفق في جميع المحاولات ما عليه إلا أن يرجع (ريوس) ويحمل شهادته الثانوية ويطوي ماضي دراسته الصحية ويتجه إلى حافز ثم يبحث عن وظيفة آخري براتب مناسب وعلى الأغلب "يطول " "نرجع لمربط الفرس" عدم اجتيازه لاختبار الهيئة "لا يخوله للحصول على الشهادة " والتي دفع ذويه من أجلها (50000الف ريال). ليبقى الطالب المغلوب على أمره يردد (بصوت منخفض) وهو (يطقطق أصابعه) !!!! ممكن يا جماعة أسترد المبلغ اللي دفعته (لا) ممكن طيب قيمة اختبارات الهيئة (لا) طيب أقدر أتدرب مجاناً (لا) على فكرة عندكم تخفيضات بمناسبة العيد (كمان لا) طيب تخلونها "عشر فرص" لا "طيب خفضوا نسبة النجاح" لا "حطوا منهج معين" (لا) خلوه اختبار عملي على أساس أني راح أشتغل عملي ( بالطبع لا) فيضطر أن يدفع الطالب أمام الكم الهائل من ( اللاءات لا لا لا ) (10,000 ريال) خلاف المبلغ المدفوع يدفعها البعض وهو يردد أيضاً المثل الشعبي الشهير . ( ملحق القوم عباته) هذا الطالب أعلاه / دفع خمسين ألف ريال , درس وتدرب بمستشفى حكومي , ودفع قيمة التدريب, وداوم من الثامنة صباحاً حتى الرابعة مساءً , بلا مكافأة , حصل على درجة تدريب ممتاز , امتحن هيئة التخصصات الطبية والكثير من هؤلاء أخفق ربما في درجتين أو ثلاث . ودفع رسوم الهيئة وحصل على دورة الإنعاش القلبي الرئوي ودفع أيضا 350 ريال . لماذا لا يتم تسليم الطالب شهادته ليبحث عن وظيفة آخري يحصل على مرتبة أعلى !!! لماذا لا يستلمها وفق آلية معينة لا يمكن من خلالها ممارسة العمل الصحي فقط يريد مؤهل دبلوم !! البعض لا يريد أن يصبح ممارس صحي فقط يريد شهادته أستطاع في السابق الدراسة ولكن ظروف أسرته المادية و ظروف سكنه الحالية لا تسعفه بأن يتدرب لمدة عام آخر حتى لو لم يدفع 10,000ريال البعض يسكن في محافظات لا توجد بها أصلاً معاهد صحية ماذا يفعل !!! يحتاج الى إيجار سكن ومصاريف مواصلات ومأكل وأيضاً القصة ذاتها مع اختبار الهيئة ! اختبار الهيئة يا جماعة مع النفق الثاني لا يمكن اجتيازه بسهوله, لماذا لا يتم تقيمه على أساس عملي لا نظري . عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( عُذّبت امرأة في هرّة ، سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار؛لاهي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها ، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض) هل ترك الطلبة بلا تدريب مجاناً؟ ولا يدفع عنهم رسوم الامتحان ! ولا يمنحون عددا كافيا من الفرص ؟ وليس لديهم منهج ثابت !!! وعدم منحهم الشهادة ! ليبحثوا عن وظيفة أخرى جائز؟ هل يمكن أن نقول هناك وجه شبه بين اختبار الهيئة والحديث أعلاه !!! هل وجه المقارنة صحيح أم غير صحيح !!! أفيدونا جزاكم الله خيرا. بدر الجبل . [email protected]