من تكلم في غير فنَه أتى بالعجائب (الحافظ أبن حجر) . ما أجمل هذه العبارة ورحم الله من قالها فهي فن بحد ذاتها وحكمة نادرة فهي تصف حال بعضنا اليوم ممن يخوضون في كل شيء!! ولا يؤمن بالتخصص فتجده يوهم نفسه بإنة موسوعة متنقلة ثرثاراً يزعج السامع يخبيء جهله فهو لا يعلم ويعلم أنة لا يعلم . وما أجمل أن نتكلم بعلمنا ونطرب السامع بفننا وثقتنا بعلمنا وأنفسنا ونؤمن بأن تمام العلم لا يكون إلا لله سبحانة . فنحن أذاً كرماء بأنفسنا فخورن بذواتنا ومواهبنا كسبنا أحترام الغير عدلنا فأنصفنا نطقنا فأبدعنا أدهشنا وأفدنا من حولنا وأمنا بأن لكل شخص تخصصه الذي يبرع فية وأن كلٌّ منا يكمل الأخر فهذه منظومة النجاح ﻧﺴﺠنها ﻭﻧﻈﻤنا ﺧﻴﻮﻃﻬﺎ. يروق لي بعض المدراء في إدارتهم لمرؤسيهم بالضبط والدقة وهم يعزفون منظومة متناغمة تطرب من يسمعها فهم كاقائد المايسترو في عزف سيمفونيات وتوزيع الإيقاع الذي يحدد لكل منهم بعصاه وبنظرة من أعينهم وإيماءتهم ... فهم على دراية كامله بفن وفلسفة وأصول الإدارة وتطبيقاتها على مستوياتها الدنيا والوسطى والعليا على حد سواء. وقد لا أصف الحال جيداً حينما أصف بعض المدراء بالأخطبوط لأنهم قد يفوقوه بعدد الأذرع لديهم حب السيطرة على كل شيء بغض النظر إذا كان ذلك داخل ضمن نطاق تخصصهم أو صلاحياتهم فأتعجب من البعض يحملون الدرجات العلمية لم تضف لهم شيء فالعقول لا تزال في جهل تام بفن وفلسفة أصوال الإدارة. فاالإدارة فكر وتنظيم وتخطيط وإبداع في التنفيذ كذلك براعة في خلق جو من الأنسجام بين كافة عناصر وأدوات العمل والتنسيق بينها وإعطاء مساحات لكل شخص وتخصصه والأنصاف والأشراف على سير العمل ومراحل تنفيذه والتدخل وإعطاء المشورة عند الطلب حسب سير العمل. ولكن يؤسفني حال بعض المدراء في إداراتهم لا تسمع إلا الصراخ و المراوغة والتضليل لإخفاء جهلهم في الإدارة وفي النهاية لا ينفذوا إلا أرئهم فقط ! دون الإيمان بالتخصص وإعطاء كلٌّ حسب مساحتة وصلاحياته ولو كل مدير عمل باالصلحيات المخولة إليه فقط لوجدت حالنا وأعمالنا في أفضل مما هي عليه الآن بكثير . فلا أدري أهي الثقافة في تملك كل شي لا دين يردع ولا حياء يخشى لماذا ؟ ألم نتخرج من مدرسة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام في إعطاء كل ذي حق حقه أتعجب لحالنا اليوم الكثير منا يحمل الأسلام بالأسم فقط و تعاملنا مع بعضنا بعيد عن تعاليمه ولا نؤمن بالطرف الأخر وإحساسنا بأن لنا الحق في كل شي إذا تيسر لنا وسهل علينا!!! كنت أتذكر حينما كان لدي محاضرة (مهارات القيادة ) وقد طلب منا البروفسور حينها بأن نحضر في المحاضرة القادمة جميع ما لدينا من ورق الجرائد أو المجلات ولم نعلم لماذا؟ فلما حضرنا طلبوا منا أن نصف بجانب بعضنا البعض وكنا قرابة 30 طالب وقاموا بتوزيعنا الأطوال فا الأقصر بحيث يكون مزيج أطول ومتوسط وقصير وهكذا إلى أن شكل منا مجموعات متفاوتة بالطول كلٌّ مع مجموعتة فطلبوا منا خلال نصف ساعة يجب أن نعمل نموذج ناطحة سحاب بورق الجرائد فقط دون أستخدام أي شيء آخر بحيث لا تقل عن 3 أمتار فتوجب علينا أستخدام التخطيط , التنظيم والتنفيذ فانطلقت الصافرة وبدأت بعض المجموعات تعمل بشكل متناغم لا نسمع إلا الهمس وكانت مجموعتي تضم 5 من الطلاب 3 منم من زملائنا العرب وأنا وزميلي الصيني بدأت بالتخطيط متمثل بالرسم والصيني وزميل أخر باالتنظيم متمثل في تجهيز ولف الورق وأثنان من الزملاء بالتنفيذ متمثل بتركيب الأدوار وربط الأعمدة وما أن بدأنا إلا وتعالت الأصوات بين العرب كل منهم يريد تنفيذ فكرتة إلى أن فاقت أصواتهم أسوار الجامعة !! وأنتهاء الوقت وخسرنا التجربة وأنا وزميلي الصيني نتفرج ولسان حالي يقول لزميلي الصيني المسكين ما الذي أتى بك معنا ؟ فنحن مجتمع لايعرف من الإدارة إلا أسمها فقط ولا نؤمن بعمل الفريق وتناغمه في العمل فأمنت بأنها ثقافة مجتمع. أ. خالد المبارك الحميد [email protected]