تخيل أن الرقم السري لبطاقة الصراف الآلي للسحب النقدي مطبوعة على نفس بطاقتك المصرفية ألا يكون هذا سببا في سحب و سرقة مبالغ مالية من حسابك البنكي عند فقدان البطاقة بل قد يشجع البعض على سرقة بطاقات الصراف الآلي عندما يعلمون أنه بكل سهولة سوف يجدون الرقم السري على البطاقة أمامه مطبوع ، وقد يقول قائل أن هذا خطأ وتغرة أمنية كبيرة ولا يمكن لأي بنك في أي مكان أن يقع في مثل هذه التغرة الأمنية الكبيرة وأقول أن ما هو حاصل فعليا مع البطاقات الائتمانية الحالية في البنوك هو أشد من هذه الثغرة الأمنية المفترضة وهي طباعة الرقم السري على بطاقة الصراف والتي تخول السحب النقدي من الحساب. نظرا لأن الرقم السري للبطاقات الائتمانية مطبوعة بالفعل على خلف البطاقة وهذا الرقم يخول ويمرر عمليات الشراء عبر الإنترنت بل إن بطاقة الصراف الآلي لبنك الراجحي – على سبيل المثال أنظر الصورة الأولى والثانية – تستخدم في نفس الوقت كبطاقة ائتمانية ولمجرد معرفة أي شخص برقم البطاقة والرقم السري المطبوع خلفها يمكن استخدامها والشراء بمبالغ تزيد في بعض الحالات عن عشرة آلاف ريال في العملية الواحدة وهذه الأرقام مطبوعة بكل وضوح على البطاقة ويمكن لأي شخص ( بائع مثلا ) أو كاميرا في نفس المحل أن تلتقط الصورة بوضوح بل إن القائمة بكل البطاقات وأرقامها لكل العملاء لدى معظم الموظفين في البنوك فكيف أحمي بطاقتي ورقمها السري معروف لدى البعض أو يمكن معرفته بسهوله للآخرين لأنه بكل بساطة مطبوع على نفس البطاقة. بعد تجديد بطاقتي من بنك الراجحي اعترضت على طباعة الرقم السري (بطاقة صراف وبطاقة ائتمانية في نفس الوقت أنظر الصورة الثانية) لأن هذه ثغرة أمنية أكبر من طباعة الرقم السري للسحب النقدي على بطاقة الصراف حيث أن المشكلة الثانية تحصل فقط عند سرقة البطاقة أما الأولى ( مع بطاقة الائتمان ) فيمكن أن تحصل لمجرد معرفة الأرقام المطبوعة على البطاقة عبر الإنترنت. ومن الواضح أن الفرع أو الهاتف المصرفي لدى بنك الراجحي ليس لديهم حل بل إن المشكلة ليست فقط في الفرع أو حتى البنك بل هي مشكلة أمنية عامة ، لذا أطالب مؤسسة النقد السعودي للتدخل لحل هذه المشكلة لدى كافة البنوك لكل العملاء المستخدمين وحتى في البنوك الأخرى فهذه قضية أمنية وطنية. د محمد بن عبدالله العبيشي جامعة القصيم – كلية الاقتصاد والإدارة قسم المحاسبة [email protected]