في الثمانينيات وعندما كنت مراسلا لإحدى الصحف حيث كنت اقوم بتغطية للقمة الخليجية التي انعقدت في العاصمة العمانيةمسقط في حينها وعندما اتيحت لي الفرصة لأطرح بعض الاسئلة على أمين عام المجلس وقتها الاستاذ عبدالله بشارة سألته وبكل حماس الشباب: كيف يرى أهمية المقولة التي تقول ان أمن الخليج لايحققه إلا أبنائه ؟ ،وإجابني وبكل بساطته وصراحته وشفافيته والتي عرفت عنه،ان هذا الأمر تفرضه الظروف وتستجيب له المعطيات والامكانيات في الوقت ذاته ،وبعد مرور هذه السنين أصبحت القضية الامنية اكثر وضوحا والحاحا وأهمية خاصة أن الأوضاع السائدة الحالية أصبحت اكثر تعقيدا،كما أن الصراع بين العديد من القوى أصبح على أشده في سبيل ضمان مصالحها في منطقة الخليج العربي،لاسيما اننا مررنا بأكثر من حرب ناهيك عن ما شهده العراق من تطورات مستمرة،فضلا عن تطورات الصراع الإيراني الامريكي من جهة اخرى،اضافة لذلك الشعور السائد لدي الايرانيين انهم أصبحوا القوة الاحادية الجانب في المنطقة وبعد ان انتزعت العراق قسرا وقهرا من المشهد السياسي وكلاعب رئيسي في المنطقة فضلا عن تدميره تماما وتذويب جميع مفرداته،هذا بجانب تسويق ايران لنفسها كقوة نووية وهذا الامر وبدون أدنى شك انعكس على دول مجلس التعاون الخليجي والذي بدأ يتوجس الخطر القادم من ايران والتي تسعى لزعزعة استقرار المنطقة وضرب مفاصلها الداخلية وتحت اي مسمى او عنوان،ولهذا كان لزاما على دول المجلس ان يعيدوا حساباتهم تماما خاصة فيما يتعلق بالأمن الخليجي وذلك من خلال التالي: 1 - ضرورة اشاعة مفهوم التماسك والوحدة الوطنية وبعيدا عن المزايدات التي عانينا منها كثير. 2- مقاومة الأخطار التي تلبس عباءة الاسلام سواء كانت ايرانية او افغانية او سودانية او مصرية او باكستانية وغيرها . 3-يجب ان يحقق مجلس التعاون مفهوم الكيان المستقبل الواحد لابنائه اسوة بالكيانات الحضارية المتقدمة مثل الولاياتالمتحدةالامريكية واستراليا وكندا وغير ذلك. 4- بناء القدرة العسكرية وبما يتناسب مع الأوضاع السائدة خاصة القدرات الصاروخية . 5 -الدفع باتجاه مشروع امتلاك القدرة النووية اسوة كذلك ببعض الدول الاسلامية الاخرى وذلك لاحداث توازن استراتيجي في المنطقة . 6- مشاركة دول المجلس في اي مباحثات نووية تتم بين امريكا وبين ايران باعتبار ان دول المجلس شريكه في الارض والبيئة في حالة لو حدث لاسمح الله حربا امريكية ايرانية وما يمكن ان تسببه من اثار وكوارث شعاعية نووية يمكنها ان تقضي على كل شيء. ويبقى ان اقول ايها السادة : يجب كذلك ان لا ننسى ان دول المجلس بأنها ليست بمنأى عن الاحداث الجارية ومملكة البحرين والتي تشهد محاولة فارسية ايرانية لضرب المفصل البحريني وعلى جميع المستويات ومختلف للاصعدة هي التي تؤكد ماطرحه في هذ السياق لذا لابد ان نفيق من سباتنا وان ندفع باتجاه وعلى وكما ذكر الامير تركي الفيصل بان امن اي منا هو امن للاخر،ومصيبة اي منا بلوى للجميع،وعلية سيادتنا واحدة واي تنازل عن جزء من عناصر السيادة الوطنية لمصلحة السيادة الجماعية يجب ان لايؤخذ بحساسية،واضاف الفيصل الي كيف ان دول المجلس استجابت للتحديات التي واجهت بعض اعضائة كسلطنة عمان ومملكة البحرين ومن قبلهما الوقوف بجانب دولة الكويت. د.سامي العثمان [email protected] رئيس تحرير صحيفة ارض الوطن الالكترونية