سامحك الله أيها الشعر فلم تستضيفني ولو لبيت واحد بأي لغة أتكلم؟ برأي البصريين أم الكوفيين. ليت الكسائي والخليل والفرزدق يحضرون هذه اللحظة معي وينجدوني بغرض من أغراض الشعر أصف به غرامي بالشام. بكل الألفاظ والأدوات والمعاني والبديع وصروف الكلام أوقفوا القتل يا جيش الأسد فسوريا لا تستحق ما تفعلون, أحبيبتي أيتها الشام سوف أتغزل بمستقبلك حتى وأن هجاك الواقع فأنظر عينيك الشقراوين الواسعتين كيف بك وأنت تفتحينهما لترى أجمل الشوارع المرصوفة والحدائق الغناءه, والأطفال يلعبون بأمان فالسجن أصبح للمجرمين والحرية للشرفاء والصالحين. أما يديك فبيضاوين ناصعتين لا تأخذان رشوة ولا تضربان مظلوماً, وإذا أرادتا أن تغيرا شيئا أعادتا الحق لصاحبه, أما أنفك فقائم جميل يشم الروائح الزكية لأنه يعيش بين البساتين فالمدينة مقسمة: القسم السكني الذي يسر كل من يراه من الجمال, والقسم الصناعي بعيد كل البعد عن السكن تشم فيه رائحة الإنتاج والاجتهاد وتوزيع الفرص بالتساوي, لا يوجد هناك عاطل, ومازالت فرص العمل موجودة حتى لمن لم تشرق حياتهم بعد. أما فمك الجميل فلا يصمت من قول ما يريد بكل حرية لا يوقفه إلا قول الزور والكذب, أما وسطك فممشوق مملوء لم يذق طعم الجوع يوما, حتى أن الزكاة التي تخرج بانتظام وعدل لا تجد من يستحقها, وقدميك الرشيقان تسيحان في كل أرجاء سوريا, حتى أن السائح السوري وغيره يتجولون هناك في جنة الأرض من غير خوف ولا ريبة لله جمالك يا سوريا. يا أهل الشام قد ذهبت السنون السمان وأنتم في سنين عجاف وما أتغزل به إن شاء الله يوم فيه يغاث الناس وفيه يعصرون, أعتقد يا أهل الشام أنكم أكثر ما تحتاجون الآن للأمل , وكم أحلم أن أراكم تتغنون في كل ميادين دمشق وحمص وحماه .. بعد إسقاط هذا النظام الجائر كما تغنى كل الثوار الليبيين في ميدان بن غازي حيث شدو : سوف نبقى هنا .. كي يزول الألم سوف نحيا هنا .. سوف يحلو النغم موطني موطني .. موطني ذا الإباء موطني موطني .. موطني يا أنا فاصبروا كما صبر المصريون في زمن يوسف والآن ثم نالوا, اصبروا وصابروا حتى يأتي ذلك اليوم. ضاقت فلما استحكمت حلقاتها .. فرجت وكنت أضنها لا تفرج. سليمان عبدالله الغنيم كاتب سعودي