بكل المقاييس ماحدث في مصر لم يكن ثورة شعب عانى الويلات والعذابات من رجل تلاعب بكل المقدرات والمكتسبات المصرية وغيرها تماما لعائلتة وزبانيته طوال الثلاثون عاما الماضية حتى غدت مصر الغنية برجالها وثرواتها الطبيعية وتاريخها وحضارتها الضاربة في جذور الارض،اقل اهمية وبؤسا من بنغلاديش والصومال وجزر القمر،انما ما حصل في مصر هو انقلاب عسكري قاده الجيش وبكل امتياز ومهارة،حيث اخرج لنا تلك المسرحية التي اعتمدت على الحبكة الدرامية والتي قلما يمكن ان تشاهدها على خشبة المسرح،لما تملكه من مفردات وادوات عالية المهارة تجعلك تنساق خلف الحكاية وبكل احاسيسك وشعورك دون ان تدري نتيجة للابهار الذي سيطر على المشاهدين خاصة المحاكمة الهزلية للرئيس المخلوع مبارك واركان نظامة،والا كيف يمكن تفسير سيطرة الجيش شكلا ومضمونا على المفصل المصري بهذه الطريقة والاسلوب لاسيما ان قيادات الجيش وعلى رأسهم المشير الطنطاوي هم في الاصل من اركان النظام وهم من الذين عثو في الارض فسادا وكانوا شركاء للرئيس المصري السابق المخلوع محمد حسني مبارك،في كل ما أصاب مصر من كوارث ومصائب،ولهذا يجب ان ينتبه الشعب المصري ويعي تماما ان ما حدث في المشهد السياسي المصري ليس سوى مخطط امريكي صهيوني بالاتفاق مع الجيش المصري لتغيير الخارطة المصرية والذي يؤكد ذلك وجود احد كبار ضباط الجيش المصري ابان ثورة الشباب المصري في ميدان التحرير وهو سامي عنان في واشنطن ليستلم خارطة الطريق الجديدة التي تم رسمها وبدقة شديدة من واشنطن،ربما يقول البعض من الناس بأن الرئيس المصري السابق مبارك هو احد رجال امريكا والذين تخصصوا في تنفيذ الأجندة الامريكية وبكل دقة متناهية،اقول لهم نعم هذا صحيح ولكن هناك حسابات خاصة بالسياسة الامريكية من الصعب التعرف عليها وهي تعتمد على استراتيجية مستقبلية لايعلمها سواهم،والذي ربما يؤكد هذا القول تخليهم تماما عن شاه ايران والذي كان اهم حليف لهم ربما في العالم وليس في الشرق الاوسط ،فقد قضى الرجل ذليلا مهانا مطاردا ومات حسرة والما في مصر. ويبقى ان اقول ايها السادة: " بان الذي بات واضحا في المشهد المصري القادم يؤكد بأن الجيش والعسكر لن يتخلوا عن الحكم مهما حاولوا ان يخدعوا الشعب المصري بانهم سيسلموا السلطة لحكم مدني يأتي عن طريق صناديق الاقتراع فكل المؤشرات تقول عكس ذلك تماما،ولهذا ربما يحتاج شباب الثورة والذين تخلصوا من كبيرهم الذي علمهم السحر مبارك،ان يتخلصوا على الاقل من وزير دفاعه السابق ورفيق دربه المشير طنطاوي والذي اصبح رئيسا لمصر حتى وقتنا الحالي،وان لاينسوا كذلك سامي عنان الذي جاء ليلعب دور شرطي امريكا في مصر،واعتقد جازما ان الخلاص من طنطاوي وعنان سيكون صمام الامان لمصر في عهدها الجديد اذا ماسارت الامور نحوقيام حكومة مدنية منتخبة نزيهة جاءت بها اصوات الشعب وليس دبابات الجيش، فالخيارالوحيد الدفع باتجاه حياة سياسية مدنية وبعد تجربة قاسية ومرة مرت بها مصر ومنذ ثورة 23 يوليو وحتى وقتنا الراهن،واذا ماحقق الثوار المصريين هذا الهدف لاشك ان ذلك سينقل مصر نقلة نوعية وعلى كافة الاصعدة وفي هذة الحالة تعود لمصر هيبتها وريادتها وقيادتها للعالم العربي بعد ان اضحت خلف الكواليس ومنذ ثلاثون عاما او يزيد. د.سامي العثمان رئيس تحرير صحيفة النبأ الالكترونية [email protected]