يمكن للمحامي أن يسهم بدور فاعل في مجتمعه، انطلاقا من وعيه بالواجب الشرعي المناط به ، وانطلاقا من وطنيته وحرصه على بلده وشعورا منه بعظم المسؤولية وشمولها على أفراد المجتمع كل بحسبه ، ومن هنا أذكّر إخواني المحامين بشيء من الأدوار والواجبات الإنسانية والخدمية التي يمكن للمحامي الفعال ذي الضمير الحي أن يسهم فيها وذلك تذكيرا لي و لهم والذين أعلم تمام العلم أنهم على جانب كبير وثغر عظيم في هذا الاهتمام ، ولهم قصب السبق والقدح المعلى في هذا الجانب.. ولذا فإني أقول إن من ضمن الواجبات والمناشط التي يقوم بها المحامي في رقي مجتمعه ما يلي: أولا- المساهمة في تأسيس مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية ذات الأنشطة التطوعية كجمعيات البر الخيرية ومكافحة التدخين والتوفيق الأسري ورعاية الأيتام الرعايات الطبية وغيرها، والانضمام لمجالس إدارتها والإسهام في صناعة قراراتها. ثانيا- تقديم الاستشارات الشرعية والقانونية لمحدودي الدخل وأصحاب الظروف الخاصة كالأيتام والأرامل والأيامى وكبار السن المعوزين والنيابة عنهم في المرافعات أمام المحاكم واللجان القضائية والجهات التنفيذية بالمجان زكاة لأعمالهم الأخرى مدفوعة الأجر وإعطاء للصورة الإيجابية للمحامين بأنهم غير ربحيين دائما بقصد ما هم محققين للعدالة باحثين عنها ولو من حسابهم الخاص. ثالثا- المشاركة في حضور المناسبات الوطنية والأيام العالمية وتقديم الكتابات والإرشادات القانونية إزاءها وتوعية أفراد المجتمع بالفائدة المرجوة منها وتسجيل الحضور الشخصي والمعنوي فيها . رابعا- المساهمة في دعم وتشجيع أنشطة واحتفالات مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات التطوعية بالدعم المادي والتفاعل الشخصي والمعنوي وتبني بعض الأنشطة وكفالتها. خامسا- الإسهام القانوني والفقهي في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة من خلال المشاركة التلفزيونية والإذاعية وكتابة الأعمدة الصحفية والتجاوب مع المقابلات الصحفية وإبداء الرأي في القضايا العامة المطروحة للنقاش ما لم تكن معروضة أمام القضاء . سادسا- المساهمة في تبني الأسر الفقيرة ومساعدة راغبي الزواج ومبالغ المخالعات بعد إثباتها شرعا ، من خلال بند يحتسب من ميزانية المكتب الخاص بالمحامي يفهم به مراجعو مكتب المحامي كالتزام أدبي من المحامي نفسه بدعم المحتاجين والمعوزين من خلال مهنته الشريفة. سابعا- إعداد البحوث والدراسات والمطويات التوعوية والتي من شأنها نشر الثقافة العدلية بين أفراد المجتمع . ثامنا- تأسيس المواقع الخاصة بمكتب المحامي على الشبكة العنكبوتية لنشر النظم والقوانين والدراسات والاتفاقيات ونشر القضايا واللوائح والإجابة على استفسارات أصحاب القضايا والمتدربين وإعطاء الصورة الأجمل عن المجتمع السعودي ومؤسساته القضائية ونظمه العدلية .. تاسعا- الإيجابية الفاعلة في تبني كل فكرة أو مشروع من شأنه أن يرفع ديننا ومجتمعنا ووطننا نجني منه المصلحة أو نتقي به المفسدة. هذه تسعة أدوار وعاشرها وما بعده أتركه للقارئ الكريم ،والقناعة متوافرة بأن المحامي الإيجابي لا تعوزه الأفكار ولا تنقصه الحيل أن يسهم إسهاما ملموسا ومؤثرا في تقدم مجتمعه ورقي أفراده ونيل رضى الله أولا ثم رضى ولاة أمره وفق تطلعاتهم السامية، وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،، عبد العزيز بن عبد الرحمن الشبرمي قاضي التنفيذ بالمحكمة العامة بمكة المكرمة