الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما إلى يوم الدين وبعد : إن الناظر في الساحة الإسلامية اليوم ، يجد إيذاء المسلم في شتى أمور حياته ، فإجباره على التعامل مع البنوك الربوية في القرض والفوائد لهو إيذاء اقتصادي له ، وما ينشر في الصحف والمجلات من صور ماجنة ومقالات سافلة لهو إيذاء ثقافي له ، وما نشاهد من سوء تعامل في المرافق العامة من تدخين وكلام بذيء نسمعه لهو إيذاء اجتماعي له ، وما نشاهد من تهجم اليهود وإيذاء من النصارى وتهديد المتطرفين لهو إيذاء سياسي له ، وما نراه من دعوى للتغريب وفتاوى شاذة أو فتاوى لحالة خاصة تتصدر إعلامنا المرئي لهو إيذاء ديني له . فالإيذاء منتشر في المجتمع المسلم كانتشار النار في الهشيم ، بشتى أنواعه وأساليبه ، ولا يستطيع المسلم التخلص منه إلا بالصبر والمجاهدة والحلم . أيها المؤذي للمجتمع المسلم أما سمعت قول الله تبارك وتعالى ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا) سورة الأحزاب 58 ، إنه وعيد شديد من رب السماوات والأرض للمؤذين لعباده المسلمين ، إن المسلم له مكانة عند الله سبحانه وتعالى خلقه لعبادته وطاعته ، هم عباده في الحياة الدنيا ، فإلى متى يتجرأ هذا المؤذي على معصية الله بإيذاء عباد الله ، أما كان الأولى والأصلح به أن يكون معهم باحثا عن الحق وسبل الرشاد ، باحثا عن مرضاة رب العباد ، أو تكفيهم شرك على أقل تقدير . لقد كثر الإيذاء الفكري والديني من بعض طلبة العلم والمنتسبين للدين بخروجهم في الصحف والإعلام المرئي ليحدثونا عن غرائب فتاواهم بشكل يفسد على المسلم فكره ودينه ، فهذا احمد أبن علامة هذا العصر عبد العزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة يتحدث في إحدى القنوات فيقول \" أنه لا يوجد كافر في هذا الزمان بل هناك مسلم وغير مسلم \" وكأنه يتهرب من أمروقر في فؤاده ويريد لفت أنظار الناس إليه إرضاء قوم معينين ، وهذا إمام الحرم السابق عادل الكلباني يقول في صحيفة أجرت معه لقاء \" أنا لا استمع للاغاني ولكني أبيحها كما جاءت به السنة \" أي عصر نعيش فيه ، إلى متى نتحمل مثل هذه المؤلمات ، أما آن الأوان لوضع حد لمثل هذه المؤذيات حسبنا ونعم الوكيل . كتبه علي عبدالله الابنوي رئيس تحرير موقع صوت الحق [email protected]