كلمة مستشار في الماضي وفي البلدان الأخرى تعني الشئ النادر والقليل وهو الشخص صاحب الخبرة والحنكة والرأي السديد وهم قلة جدا يعدون على أصابع اليد الواحدة أما في زمننا هذا فقد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت بعد أن تزايدت أعدادهم بشكل غير طبيعي فكل مسئول تتم إحالته للتقاعد أو إعفاءه من منصبة فإن العبارة التي تربط بهذا القرار دائما هي ( وتعيينه بوظيفة مستشار ) حتى أصبح لا يوجد لهم أماكن في الوزارات التي يتم تعيينهم بها لتلقي المشورة منهم إن وجدت لديهم فقد أصبحوا طاعنين جدا في السن بعد أن لفظهم النظام بقوته واستنفذوا جميع الخيارات لديهم من استكمال السن القانوني والتمديد وغيره أما إن وجدت لديهم استشارة لا سمح الله فإنها لن تكون أحسن حالا من عدم وجودها لأنها سوف تنقلنا نقلة كلية إلى الماضي وتعقيداته وروتينه البغيض والمركزية وحب التسلط إن مثل هؤلاء قد أخذوا نصيبهم ونصيب غيرهم من الحياة الدنيا فهلا استراحوا وأراحوا ليتم صرف وظائفهم الاستشارية إلى وظائف عادية يتم تعيين العديد من الشباب الطموح الواعد عليها والذي هو الآخر قد ضاقت عليه الأرض بما رحبت من عناء البحث وراء المستقبل وكسب لقمة العيش و العمل على تعديل نظام السن التقاعدي إلى أقل من المحدد بستين عاما من أجل إتاحة الفرصة لدماء شابه جديدة تخوض معترك الحياة من أجل النهوض بمستقبل هذا الوطن الغالي والحد من نسبة البطالة الذي أصبح شبحها يخيم على كل بيت