فها نحن في زمن ظهرت فيه طفرات من السلوك الغريب، وموجات من الفعل الشاذ الشنيع ، بعد أن كنا ذلك المجتمع الطاهر النظيف ، والمشهود لأفراده بالاستقامة والمحافظة. (أحبك موت)؛ عبارة جريئة فاضحة ، أباحت بها بنت من بنات هذه البلاد ؛ نحو أحد المغنين المعاصرين، وكررتها مع عبارات أخرى فيها شوق ولوعة ، وذلك أثناء اتصالها على برنامج في إذاعة fm mbc ، تناولوا فيه رسائل المستمعين تجاه الفنانين . أبانت هاتان الكلمتان عن شخصية جاهلة متمردة ، شذت عن القاعدة، وسلوك النفس السوية ، وعبرت بها عن معيشة بائسة ، وحياة غريبة ، فيها فراغ عاطفي ، وخواء روحي ، وفيها خلل في التنشئة، واضطراب في الذات، وانحراف في الوعي ، واختلال في المفاهيم. فهل تصلح هذه الفتاة أن تكون زوجة في المستقبل؟!، وهل تستطيع أن تنشئ أسرة صالحة، أو تربي على الفضيلة، أو تدعو إلى الأخلاق النبيلة، والخصال الحميدة؟! أدرك يقيناً أنها لا تعلم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح :\"المرء يحشر مع من أحب\" . [ ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً. يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً. لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً]، (الفرقان: 27 29). كشفت لنا هذه الحالة؛ عن مؤشر أليم، ومنزلق خطير للوعي الديني لدى بناتنا، وللوضع التربوي المزري في أسرنا، وللحال الاجتماعي الذي تدهور لدينا. إن المحبة أو الإعجاب من النساء لشخصية نافعة ومؤثرة ؛ له ضوابط شرعية، وحدود اجتماعية معتبرة ، لا ينبغي الخروج عنها، ولا التعدي عليها، فكيف يكون هناك انبهاراً بالممثلين ، أو إعجاباً بالمغنين، الذين لا ينفعون، ولا يرفعون، وهم الذين يعدّون بأعمالهم في قائمة المفسدين في بلاد المسلمين. إن القلوب الفارغة بحاجة إلى إملاء فجواتها بالعبادات، وفعل الطاعات، مما يفيدها في السيطرة على نزواتها، ويحفظها من وساوس الشيطان وأعوانه وأبواقه. وللحوار الهادئ منافع جمة ؛ في تهذيب المشاعر، وإصلاح العواطف، وتعديل القناعات ، وبناء المعلومات الصحيحة. اللهم ارزقنا حبك ، وحب من يحبك ، وحب كل عمل يقربنا إلى حبك. وحب من ينفعنا حبه عندك. د.عبدالله سافر الغامدي جده