قد لا نستغرب أن تكشف لنا الأبحاث وجود صلة قوية بين سوء معاملة الأطفال جسدياً أو جنسياً أو عاطفياً من جهة وتنامي المشكلات النفسية لديهم من جهة أخرى. سوء معاملة الأطفال في أية مرحلة من مراحل النمو بأساليب متنوعة قد تظهر علية داخلياً على شكل اكتئاب أو قلق أو فكار انتحارية ، قد تتطور خارجياً على شكل سلوك عدواني أو تهور أو فرط حركة ..... ويعد اضطرابات الشخصية الحدي ، واحد من أكثر الحالات الطبية النفسية المربكة التي تربط ارتباطا شديداً بسوء معاملة الأطفال بحيث انه قد ينتج عن ذالك أن يري الآخرين بمنظور الدونية وعرضه الانفعالات الغاضبة والعنيفة. وفي عام 1944 سعى فريق علمي إلى معرفة ما إذا كان سوء معاملة الأطفال الجسدي أو النفسي يترافق بشذوذات في الموجات الدماغية التي تظهر على مخططات كهربائية الدماغ الأمر الذي من شانه أن يقدم مقياس للانفعالية الخوفية ، يكون أكثر دقة من قائمة أسئلتنا السابقة الذكر . فتذكر احد الدراسات التي طبقت على سجلات 115 حالة ممن ادخل إلى احد مستشفيات الطب النفسي للأطفال والمراهقين.فاتبين أن من الناحية السريريه وجود شذوذات مهمة في الموجات الدماغية لدى 54% ومن المرضى الذين لم يتعرضوا لسوء المعاملة ، ولقد تبين ان وجود شذوذات في مخططات كهربائية الدماغ لدى 72% ممن ثبت تعرضهم لحالات من سوء المعاملة جسدية أو جنسية خطره وقد نشأت هذه الشذوذات في مناطق دماغية جبهية وصدغية ومن شدة ارتبط تلك الشذوذات بالنصف المخي الأيسر بشكل خاص بدالاً من ارتباطها بالنصفين المخين كليهما بحسب مايتوقع المرء وانسجمت النتائج مع دراسة لكهرباء الدماغ كان قد أجراها ( ديفر ) من كلية طب جامعة بيل 1978 على بالغين كانوا ضحايا الزنا بين المحارم إذ وجد أن 77% من هولاء ابدوا شذوذات كهربائية دماغية ، وان 27% انتابتهم نوبات صرعية. ولقد توصل أندرسون الى نتائج التى أجراها على 18 شابة بالغة أعمارهن تتراوح بين 18-22 سنه لديهم تاريخ من سوء المعاملة الجنسية القسري المتكرر والمصحوب بخوف أو رعب مقارنة بمجموعة ضابطة تتألف من 19 شابة سليمة من الفئة النسبية نفسها لم يكن مريضات ، بل أجرى اختبارهن من بين عامة الناس ، كما لم يعانين إلا القليل من المشكلات الصحية العقلية ، ولم يشاهد أية فروق في حجم الحصين ،ولكن شأن مجوعة دريسن وجد معدل اختزال يعادل 9,8% في حجم اللوزة المخية اليسرى ويتلازم مع مشاعر اكتئاب وانفعالية أو عدوانية ، وهنا التساؤل عن سبب صغر الحصين لدي مجموعات ( برمنر وشتاين ودرسين ) مع بقائه بحجمه الطبيعي في تحريات دوبليس وتتمثل أكثر الاجوابة في كون الكرب يحدث تأثيرا متدرجاً جداً في الحصين بحيث لايظهر التأثيرات السلبية في المستوى التشريحي العياني الا في سن متقدمة . ويوضح أن جميع مستويات مبحث الأعراض الحوفية تناقصت كمية التدفق الدموي في الدودة المخيخية تناقصاً ملموساَ عن أفراد لديهم تاريخ فيه أذية ، ويشير تدني التدفق الدموي إلى خلل وظيفي في نشاط الدودة و بالمتوسط يحرز مرضى سوء المعاملة درجات عالية في هذه القائمة ربما لكون الدودة لديهم على الأرجح لأتنشط بقدر يكفي لتخفف المستويات العالية. أن ديننا الإسلامي يحتم علينا أن نربي أبنائنا بالطرق المثلى كما امرنا الله ورسوله صلى الله علية وسلم فقال الرسول صلى الله علية وسلم (( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا )) وقال (( انه من لا يَرحم لا يُرحم )) وقد اخذ الخلفاء الراشدين بنهج النبي صلى الله علية وسلم في الترفق بالأطفال وأخذهم بالين والشفقة والعطف. فيجب الرفق في معاملة الأطفال لكي يعيش أبنائنا بصحة وعافية بعيداً عن مشاعر القلق والاكتئاب والعدوانية لكي لا يكونوا فريسة لي أعداء هذه ألامه الإسلامية الطاهر فيجب على كل مربي أن يتقي الله في تربية أبنائه وان يحثهم على طرق الهداية ويبث فيهم الفضيلة ويعودهم على الآداب السامية ويعدهم لحياة كلها أخلاص وطهارة . عبدالله بن صالح بن فرزان